باسم عبد الحميد حمودي
فتحت مجلة (التراث الشعبي) بعد تأسيسها الباب واسعاً لنقاشات معمقة بشأن تعريب مصطلح (الفولوكلور) وإيجاد صيغة ترجميَّة واحدة موحَّدة لهذه التسمية.
أسهم عددٌ كبيرٌ من كتاب الفولوكلور العراقيون في طرح آرائهم في هذا الموضوع الحيوي الذي يشتغل على صحة التأسيس وعلميته, وكان من هؤلاء القاص والتراثي الراحل الأستاذ عبد الحق فاضل.
ناقش فاضل أسس التسمية الانكليزيَّة (فولوكلور) في مقالة له نشرت في العدد (7) لسنة 1977 من المجلة التي كانت تصدر بشكلٍ شهري, وكان عنوان مقالته (تعريب اسم
الفولوكلور).
قدمت إدارة المجلة للمقالة بكلمة تدعو فيها الباحثين مجدداً لبحث التسمية وأصولها وترجمتها, وأشارت الى مقترح عبد الحق فاضل الى ترجمة كلمة (فولوكلور) الى (الفلقيات).
بدأ عبد الحق فاضل مقالته بالإشارة الى مقالة سابقة كتبها الباحث الناقد محمود العبطة نشرها في العدد (8) من المجلة لعام 1972 بعنوان (استعمال الفولوكلور في الفكر العراقي) قال فيها: (لعلَّ أول من ذكرها بلفظها العالمي كاتب (بغدادي) مجهول ضمن مقالة عن (لغة العوام أو الخلقيات) نشرها في مجلة (المرشد) الصادرة في بغداد في العام 1927 وقد عرفها تعريفاً قريباً من الصحيح) وقال العبطة أيضا عن كلمة (الخلقيات) إنَّ الشاعر التركي ضباء كوك ألب استعملها لأول مرة بديلاً عن كلمة الفولوكلور في الأدب
التركي.
وأشاد فاضل بدعوة العبطة لإيجاد كلمة واحدة تفي بمعنى الفولوكلور بدلاً من كلمتين.
يطوف عبد الحق فاضل بمختلف التسميات ليصل الى التسمية البديلة التي يقترحها ترجمة لكلمة الفولوكلور – التي هي أساساً مكونة من كلمتين – بديلاً لمصطلح التراث الشعبي مقترحاً كلمة (الخلقيات) التي تعني الشعب والجماعة، وهي بذاتها كلمة عربيَّة عريقة مقتبسة من الفلق, ذلك أنَّ (الفلق) معجمياً هو الخلق كله, أي المخلوقات
بعامة.
دعا عبد الحق فاضل – بعد هذا – مجلة التراث الشعبي الى إبدال تسميتها والفولوكلوريين الى استخدم المصطلح
المقترح.
لم تنجح دعوة الأستاذ عبد الحق فاضل في تبني كتاب التراث الشعبي لمقترحه, لكنَّ هذه الدعوة تظل جزءاً من الباحث الفولوكلوري العراقي لتثبيت مصطلحٍ جديدٍ يلائم التجربة الكبيرة لمجلة التراث الشعبي التي كانت أول مجلة فولوكلورية باللغة العربيَّة قبل سواها من المجلات المتخصصة في الدول العربيَّة
الأخرى.