زينب صاحب
تصادر شركات الاتصال شريحة الهاتف "السيم كارت" من أي مشترك بعد سنة من عدم استخدامه لها، من دون الأخذ بعين الاعتبار التطور التكنولوجي والمعلوماتي، الذي قد يسبب خطراً كبيراً على المستخدمين، واليوم لو قمت بشراء شريحة اتصال، فمن الممكن أن تأتيك مع تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي مثل (فيسبوك، انستغرام، تيليجرام، واتس اب وغيرها) للشخص الذي سبقك باستخدامها وهذا بدوره يؤدي لمشكلات امنية واجتماعية.
صدمة الكترونيَّة
تشتري شركات الاتصال نطاقات وترددات من الدولة، وكلما زاد عدد مشتركيها كلما احتاجت لأبراج أكثر، ولكي تقلل حاجتها لشراء النطاقات مرة أخرى تتصرف بأي رقم هاتف متروك، وتعيد ملكيته لها وبيعه مرة أخرى كونها أشترته مسبقاً من الدولة، وحول هذا تحدث لنا مسؤولو العلاقات العامة في المكتب الاعلامي لشركة زين العراق "تنص تعليمات هيئة الإعلام والاتصالات على الاستخدام الأمثل لنطاقات الأرقام"،كثيرون يجهلون هذه المعلومات ويقومون بإتلاف شريحة هاتفهم، او يتهاونون بتعبئتها بكروت الشحن، مما يؤدي لإعادة ملكيتها للشركة، متناسين ارتباط كل محادثاتهم وصورهم الموجودة على"السوشل ميديا" بهذه الشريحة، وبالرغم من أن شركات الاتصال ترسل رسائل التنبيه الى عميلها على الرقم قبل مصادرته وتحذره، الان ذلك لا يكون مجدياً في حال أتلف المشترك شريحته مثلما حصل مع المواطنة زهراء حيدر التي قالت: "حطمت خط هاتفي من دون أن أغلق حساباتي المتعلقة به"، وتفاجأت بعد فترة باستخدام هذه التطبيقات من قبل شخص آخر، ولاحظت وجود صورتها الشخصية على موقع "فايبر" كما تركتها آخر مرة، مما تسبب لها بالصدمة، اذ لم تكن منتبهة على هذا الأمر، وحسب رأيها "كان من الأجدر بيّ مسح هذه الحسابات تماماً قبل كسر الشريحة"، تواصلت زهراء مع شركة الاتصال المعنية للمطالبة بإعادة شراء الخط مرة اخرى، الاأن القرار كان متأخراً، فالشركة صادرت الشريحة لشخص آخر ولا يمكنها اعادته مجدداً.
وبالصدد نفسه تفاجأ المواطن علي محمد من استخدام تطبيقاته، التي كان يعتقد أنها أغلقت مع إغلاق خط الهاتف من قبل شخص آخر انتحل شخصيته، وراح يتواصل مع معارفه من خلال تطبيق "فيس بوك وتليجرام" على أنه المالك السابق، وعندما راسله الأول ليطلب منه إغلاق الحسابات، رفض القيام بذلك الا بمقابل مبلغ مالي وقد قال "ساومني المالك الجديد على مبلغ قليل جداً مقابل مسح الصور والفيديوهات الموجودة، داخل محادثاتي القديمة وغلق التطبيقات نهائياً". وبالفعل قابله وتم الاتفاق وتسوية الأمور بهدوء، ولكن ما عواقب الأمر لو تصادم مع شخص آخر لا يحمل بساطة هذا المالك؟.
وعن هذا أوضح المكتب الإعلامي لشركة زين العراق"تنصح الشركة بمسح الرقم من التطبيقات وعدم ارتباطها بها قبل ان يتم مصادرته وذلك للمحافظة على أمن وخصوصية المعلومات الشخصية للمشترك".
محادثات ولكن
تعد مفاتيح الأرقام طريقة للتمييز بين الشريحة المستخدمة مسبقاً وغير المستخدمة، فلو كان المفتاح"0 او 1" فهذا يدل على أن الرقم قديم والعكس تماماً، اذا كان المفتاح"4 او 5" فذلك يعني أن الشريحة جديدة وخالية من أي متعلقات، وهذا ما جهلته الشابة وقار عندما اقتنت شريحة اتصال من أحد محال بيع خطوط الهاتف، ولم تنتبه على أن مفتاح الخط كان"0" وانه رقم مستخدم، الا بعد دخولها لتطبيق "تيليجرام" حيث عثرت فيه على محادثات خادشة للحياء بين المالك السابق وبين فتيات عدة، وان البرنامج مازال فعالا وقيد الاستخدام، ما أثار مخاوفها وقلقها من الوقوع في مشكلات، وقد تحدثت لنا قائلة: "ذهبت لشركة الاتصال فور عثوري على هذه الرسائل والصور، وقمت بتعطيل الخط مباشرة من أجل الحيطة
والحذر".
أسئلة من دون إجابة
حاولنا عدة مرات الوصول الى الجهات المعنية ولكن الأجابات كانت مختلفة، فهناك من قال إن المخول بالتصريحات الصحفية خارج البلد حالياً، وآخر قال انه غير مخول للتصريح ووعد بايصال الأمر الى الشخص المعني والنتيجة واحدة، انتظرنا يوما ويومين من دون الحصول على إجابة!.
وبهذا لم نصل الى حل بشأن هذه المشكلة التي بات الكثير يعاني منها، بل وهناك من أبدى مخاوفه على رقمه المميز، الذي اشتراه بمبلغ كبير ومن المفترض ان يكون هذا الرقم ملك صرف له، حتى وان تركه المشترك لمدة سنة وهذا ما عبر عنه المواطن احمد خالد قائلاً: "دائماً ما أتساءل، هل يحق لشركة الاتصال مصادرة رقمي المميز تحت أي شكل من الأشكال؟، فهذا ملك ليّ مثله مثل سيارتي، فهل يعقل أن تصادرها البلدية إن تركتها لمدة سنة؟".
احترازات أمنيَّة
تذكر في عقد الشراء فقرات متعددة منها إعادة ملكية الخط المحمول للشركة في حال انقطع المشترك عن استخدامه لفترة محددة، ولكي يتفادى الأشخاص الوقوع في مشكلات قانونية، حدثنا المقدم سعد محسن ضابط مركز شرطة السيدية بتصريح خاص لـ"الصباح" قائلاً: "يجب ألا يغفل الناس عن قراءة العقد المبرم بين الطرفين، وعليهم الانتباه والالتزام بتعليمات هيئة الاتصال وقبل تلف اية شريحة يجب إغلاق حساباتهم الالكترونية، وكذلك إغلاق حسابات الشخص السابق، فيما لو اشترى شخص شريحة
مستخدمة".
وأكد ايضاً ضرورة امتلاك نسخة من العقد ليكون دليلا للبراءة في حال قدم أحد شكوى على الخط، بينما اذا كان مستخدما من قبل وقام المشترك السابق بفعل غير أخلاقي او غير قانوني من خلال هذا الرقم حيث قال "الشخص غير مسؤول عن اية متعلقات قبل او بعد تأريخ الشراء، فالقانون يحاسب على تأريخ الجرم فقط".
وهنا أكد المكتب الإعلامي لزين العراق"ان الشركة تقوم بحذف جميع المستمسكات المتعلقة بالمشترك الأول من برامج وأنظمة الشركة بعد اعادة بيع الشريحة، ويتم حفظ نسخة منها لأغراض قانونية وأمنية"، وبهذا يمكن تحديد الجاني من تاريخ الجرم وأرشيف امتلاك شريحة
الهاتف.