حسين المخزومي
ستكبرين يوماً
لن يبقى الوقت في ساعاتنا صبياً
سينفدُ مثل وقت ٍ في حانة
وقناني الخمر والأصدقاء
سينطفئ فجأة مثل قوس قزح في آخر
المطر وتجفُّ المرايا في حقيبة
يديكِ وتغدو حمالةُ
صدركِ مثل طفلٍ عاجزٍ
أن يساعدَ نهديكِ على النهوض
سيطهوك الزمن بالمشاهد المعادة
ولن يبهرك شيء يخرج من قبّعة الساحر
سيغادر حتى من لا يجيد
التلويح أو يخطئه بالدمع ويكتظ
الطريق بالراحلين..
وحين تصلين لآخر النفق
ستعرفين أنَّكِ كنتِ ترافقين الضوء إلى حتفه
فقط.. وقتها لن يستطيعَ
الليل أن يُخمِدَ صحوَكِ كلما اشتعل
قلبُكِ بالحنين.. سيهرمُ الفتيةُ
الواقفون في آخر الشارع
والنادلُ الذي ابتسم لكِ وأنتِ تطلبين
كأس عصير آخر
والفتاة التي تضع أحمر الشفاه
ببطء لقبلة سريعة.. والطائر
الذي مر من فوقنا تواً
سيشيخ وتشيخين كثيراً
وقد تموتين في آخر النص
كل شيء سيهرم يا حبيبتي إلا الورد على قميصكِ
سيبقى يافعاً.