شمخي جبر
الخطاب كلام يقال او صورة تنشر او برنامج يبث او كلمة يلقيها خطيب على مجموعة من الناس بقصد ايصال معنى ما،.
كل موقف له خطابه كذلك كل رسالة من مرسل الى مرسل اليه تحمل مضمونا ما ويحملها وسيط ،قد تكون الرسالة مسموعة او مقروءة او مرئية .ويرى البعض ان الخطاب لابد ان يترك تأثيره في متلقيه .
واهم انواع الخطاب الذي نقصده هنا هو الخطاب الاتصالي او الايصالي الذي ينساب من المرسل الى المستقبل الذي قد يكون فرد او جماعة وله عدة ااشكال وبحسب هدفه الخطاب السياسي، والإرشادي، والتوعوي، والتعبوي، و الإعلامي،
والخطاب قد يكون مرسله فرد او مؤسسة او حزب او دولة. وبقدر اكثر من التفصيل فاننا نسعى الى الحديث عن الخطاب الذي يحمل رسالة ذات مضامين تحث على الكراهية والتفرقة الطائفية والدينية والقومية او تدعو للعنف والارهاب وما تشكله من خطر على السلم الاهلي والاستقرار المجتمعي ووحدة نسيجه.
تطور وسائل الاعلام والاتصال جعل من خطاب الكراهية اوسع تأثيرا و اكثر خطورة ،كما يصعب رصده او منعه او محاسبة مروجيه.
في مجتمعات التنوع يحتاج المجتمع لإدارة تنوع ورعايته وحمايته من خطابات الكراهية سواء كانت سياسية او دينية فهو اكثر حساسية لهذه الخطابات وبيئة مهيأة لوجودها في ظل أيديولوجيات دينية او طائفية.
يتجلى خطاب الكراهية في برامج بعض القنوات الدينية او تصريحات بعض السياسيين، وقد يصبح هذا الخطاب هو هدف السياسي او القناة التلفزيونية وعدتها لتحقيق اهدافهما في تهديم التعايش المجتمعي.
وقد يسعى البعض الى إيقاظ فيروس الطائفية او التفرقة العنصرية ومحاولة تنشيطه وبث الروح فيه من خلال بعض الافعال والاقوال ،وقد اتفق القوم على ان القول اشد ايلاما وتأثيرا من الفعل .
فالقول قد يكون تصريحا لوسيلة اعلام او تقريرا خبريا يتم دس بعض السموم فيه من اجل الترويج واشاعة هذا الفيروس كلما خمد وضعف او تلاشى .
وقد يعتقد بعض المفلسين من السياسيين انهم لايمكن ان تستمر حياتهم السياسية من دون التعكز على النهج الطائفي لانه سر استمرارهم ووجودهم ،وغياب الطائفية يعني فناءهم وغيابهم تماما عن المشهد السياسي فهو مركب نجاتهم وبضاعتهم التي يسوقون من خلالها فكرهم، اذ لامنهج او برنامج سياسيا لهم غيره .
منذ سنوات ولمواجهة الخطاب الطائفي التحريضي ارتفعت الاصوات مطالبة بتشريع قانون يجرم الطائفية ومن يتبنى المنهج الطائفي كتابة او قولا او سلوكا وذلك لحماية المجتمع ووحدته ومواجهة أي خطاب تحريضي .