الديمقراطية العربية

آراء 2020/11/18
...

 حسين علي الحمداني

شهدت الانتخابات النيابية الأردنية الأخيرة نسبة مشاركة 29 % من الذين يحق لهم التصويت، مما أدى لاستقالة وزير الداخلية، وقبلها الانتخابات البرلمانية في مصر، شهدت نسبة أقل من 25 %، وحتى في العراق في الانتخابات الأخيرة كانت النسبة متدنية ومن دون مستوى الطموح أو على الأقل كانت الأقل من بين العديد من الممارسات الانتخابية التي عشناها منذ عام 2005 بينما وجدنا نسبة مشاركة قياسية في الانتخابات الأميركية الأخيرة، 
وهذا ما يجعلنا نتساءل عن سر عزوف الناخب العربي من ممارسة حقه في الانتخابات؟ هل هو عدم الإيمان بمخرجاتها؟ أم هنالك أسباب أخرى؟
أهم الأسباب حالة الإحباط التي يعيشها المواطن العربي وعدم قدرته على تغيير الواقع، الذي يعيشه بحكم طبيعة النظام السياسي في البلدان العربية من جهة، ومن جهة ثانية هي طريقة لإعلان التذمر من الحكومة بطريقة غير مباشرة، وهذا يمثل حالة باتت مستديمة في الواقع العربي،
بينما وجدنا الانتخابات الأميركية تسجل إقبالا شديدا لسببين، الأول وجود من يرغب ببقاء إدارة ترامب لدورة ثانية من جانب، 
ومن جانب آخر وجود من يريد خسارة ترامب، وبالتالي تصويت الناخب الأميركي من شأنه أن يغير الكثير من السياسات، الداخلية منها والخارجية، وبالتالي فإن الديمقراطية هنالك في الغرب تكون لها نتائج كبيرة ومخرجات صحيحة عكس الديمقراطية في البلدان العربية، التي عادة ما تكون شكلية والبعض منها صورية مع إيمان الكثير من المواطنين، بأن الانتخابات في البلدان العربية جسر لترسيخ الأنظمة أو 
الأحزاب.
لهذا نجد أن الديمقراطية في الوطن العربي تحتاج لجرعات ثقة تجعل الناخب يقتنع بصناديق الاقتراع وقبلها يقتنع بالمرشحين وبرامجهم، وأن تتخلى الأحزاب والطبقة السياسية عن المصالح الشخصية من أجل إقناع الناخب وكسب ثقته.