مسك الكلام

اسرة ومجتمع 2020/11/20
...

سعاد الباتي

الإنسانية صفة سامية منذ بدء الخليقة والى يومنا هذا، تستقر في الذات البشرية، ويتضح سلوكها في جميع مجالات الحياة، يكاد لا يخلو منها قلب عراقي تعايش يوميا مع احداث هذا البلد الجريح، الذي ينتظر 
الدواء والشفاء، ليستعيد عافيته من جديد، فالكثير من تلك الحوادث المؤلمة والمؤسفة، ألقت بظلالها الثقيلة بدرجة كبيرة على الفقراء والمساكين، الذين لا حول لهم ولا قوة على ما يتعرضون له من عنف وأذى ويوميات مضنية ومتعايشة مع الألم والحاجة، 
هم بالذات من نرى صورهم تزفها الينا وسائل تكنولوجية 
متعددة عبر الاعلام وشبكات التواصل، وكأنها سبق صحفي من دون مراعاة لمشاعرهم، مما تضعنا في دوامة الحزن والاسف 
عليهم !.
 ومن ذلك كنت دائما ادعو الى مد يد العون والمساعدة، الى كل فقير 
ويتيم ضاع في دوامة الحياة الصعبة، ولم تسعفه الظروف التي جعلته يتيما معوزا قسرا، او نازح لامأوى له، من دون المس بكرامته وتسليط عيون الكاميرا على مأساته، فالله سبحانه وتعالى امر بإخفاء الصدقة وجعل التفاضل في الاخفاء وهي اقرب الى الاخلاص، ودعانا الى الابتعاد عن الرياء في هذه القضية بالذات، وعدم اراقة ماء وجهه، بالرغم من أن ما يترتب على الاظهار من مصلحة راجحة من اقتداء الناس به، الا أن شعور المحتاج وتحسسه من تعاطف الآخرين معه يجعله يتخفى ويخجل من ذلك كثيرا. 
دعوتي هذه تنطلق من مسؤوليتي الاعلامية بأن الانسانية تفرض علينا اشتراطاتها، أن نقوم 
بواجبنا تجاههم، فهم أهلنا وصغارنا، وجزء من عالمنا الذي نراه يغرق في دوامة من العنف والاساءة والقهر، ولا بد من التكاتف والتعاون بيننا لدرء 
الفقر، الذي حل على العديد من الأسر في ظل الوباء والبطالة.
من هنا نبدأ دعوتنا الى كل الخيرين والانسانيين والميسورين في مساعدة من يحتاج الى ذلك، وان يكون عونا لكل يتيم وفقير يفقد العطف والمال، فالوطن بحاجة الى وقفة شجاعة وجادة للكفالة والرعاية، لأجل وطن مطمئن واسرة يسودها الامان والمحبة للتخلص من تبعات أحرقت أفراحنا وسلبت اطمئنانا لحياة دافئة ومشرقة.