نهر ديالى

ثقافة 2020/11/21
...

 لانا عبد الستار
 
وأنا أرتب الملابس الصيفيَّة والشتويَّة، هذه المهمة التي أحبها ولا أحبها.. أحبها لأنَّ كل قطعة لها ذكريات جميلة تجمعنا ولا أحبها لأنها مرهقة وتستهلك يومي. احزر ماذا وجدت.. وجدت اليوم ألبوماً يحوي صور سفرة لنا عند نهر ديالى.
لا تتخيل كم كانت كثافة شعرك.. كان أسود بلا شيب وكثيفاً جداً.. كنت (سمبتيك) أكثر... هذا الكرش الذي تجمع في غفلة مني على مدى سنوات لم يكن موجوداً.
وأنا أيضاً كان شعري كثيفاً أسود طويلاً... لم تكن الألوان قد تسربت إليه وكنت أيامها أستعمل صابون الغار، سأعود حتماً إليه بعد أنْ استهلكت الشامبوهات شعري.
كنت رشيقة أكثر، كنت أرتدي جينزاً أزرق فاتحاً وقميصاً أبيض وأنت كنت ترتدي جينزاً كحلياً غامقاً وتيشيرتاً ليمونياً.
قلبت الصور وأنا بين ضحك وبكاء، أضحك على حركاتنا الشبابيَّة وقتها وأبكي على أيام جميلة كان فيها استقرار ورخاء.
كل صورك كنت تمسك سيجارة بيدك أو تضعها في فمك.. حتى وأنت تعد لنا الباربكيو كانت السيجارة في فمك، كم كانت لذيذة مشويات اللحم والكلاوي وقتها.. ما زال طعمها تحت أسناني.. وسلطتك الشهيرة.. الله... طوال الوقت أحاول تقليد سلطتك لم أستطع. ماركة مسجلة لك.
علينا أنْ نعود لاعتماد الصور الفوتوغرافية مجدداً، صورنا مؤخراً في الموبايل واللابتوب لا تشفي غليلي، الأمر يشبه أنْ تقرأ كتاباً ورقياً أو تقرأه بي دي اف.
متى نستطيع أنْ نزور نهر ديالى مرة أخرى؟ سأبحث اليوم عن  كاميرا زينيت الروسية وأفلام صور فوتوغرافية ولن أسمح لك من اليوم أنْ تصورنا إلا الزينيت. أريد سعادتنا الحالية أنْ تبدو لعيوننا متصلة بزمنٍ واحد.. لم يتغير شيء ولم نفقد شعرة واحدة من حبنا.
ستسعدك صور نهر ديالى وستقول لي أنت أحلى من قبل. أصدقك جداً. أعرف أنك لا تراني بعين زمنية بل بكاميرا قلبك.