أبعد من افتتاح منفذ عرعر

آراء 2020/11/23
...

 عبد الحليم الرهيمي
باحتفال رسمي وشعبي مهيب ولافت، افتتح يوم الاربعاء الماضي (منفذ جديدة عرعر) الحدودي بين العراق و السعودية بحضور وفدين رسميين من البلدين، حيث ترأس الوفد العراقي الفريق اول ركن عثمان الغانمي والفريق ركن عبد الامير الشمري نائب قائد قوات المشتركة، بينما ترأس الوفد السعودي ممثل عن وزير الداخلية وامير منطقة الحدود الشمالية خالد بن سلطان وسفيرا البلدين ببغداد والرياض ومحافظ الانبار، احتفاءً بهذا الحدث، الذي وصفه الخبراء الاقتصاديون والماليون بأنه يمثل( بوابة تحول ) جديدة ومهمة في تطور مسار العلاقات التجارية والاقتصادية بين العراق والسعودية، وقد حرصت السعودية أن ترفق هذا الافتتاح بمرور 15 حاوية من المستلزمات الطبية والادوية لمساعدة الشعب العراقي، كهدية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز .
 هذا الاهتمام الرسمي والشعبي و الاعلامي بافتتاح هذا المنفذ، انما يشير الى مدى الآمال التي يعقدها البلدان، ليس فقط على ما سيتحقق من موارد ومكاسب واعدة باتساع حجم التبادل التجاري و الاقتصادي وحركة نقل البضائع بين العراق والسعودية، وكذلك بينهما ومع كل من الاردن وسورية ولبنان وحتى الى تركيا، وكذلك لما يتعدى ذلك في توفير البيئة المناسبة للاستثمارات السعودية في محافظتي الانبار والمثنى، التي من المتوقع ان يفتتح فيها قريبا (منفذ الحميمة)، اضافة الى الاستثمارات في محافظات عراقية عدة، بعد توفر البيئات المناسبة لتنفيذ اتفاقيات ومذكرات التفاهم المهمة، التي ابرمت مؤخرا بين الوفدين العراقي والسعودي ببغداد.
 لكن بالرغم من ذلك عبرت بعض الجهات عن مواقف سلبية حادة، تجاه هذه التطورات السياسية والاقتصادية بين العراق والسعودية باعتبارها( استعمارا سعوديا)، ولأن هذه المواقف لا تتطابق مع الواقع وتضر بمصالح العراق والعراقيين، عبر رئيس الحكومة الكاظمي بغضب، عن رأيه بهذه المواقف خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي بالتساؤل: هل ان تشجيع استثمار السعودية بالعراق وهي واحدة من بين أغنى خمس دول في العالم ولها مشاريع استثمارية عملاقة في العديد من البلدان يعتبر(استعمارا)؟! واضاف عيب ثم عيب ن يوصف بالاستعمار الاعمار والاستثمار اللذان يوفران مئات آلاف فرص العمل للعراقيين، فضلا عما سيتحقق من فوائد بتعظيم موارد الدولة العراقية .
 وبالطبع، اذا ما واصلت الحكومة العراقية هذا التوجه بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع السعودية وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة معها، فإن ذلك سيمثل خطوات مهمة أبعد من افتتاح منفذ عرعر، الذي سيكون وسيلة مهمة لتحقيق تلك التوجهات الجديدة في سياسة العراق الخارجية على هذا الصعيد.