العنف ضد المرأة انتهاك لحقوق الإنسان

آراء 2020/11/24
...

 حسين علي الحمداني

اتخذت الجمعية العامة للامم المتحدة (25 )تشرين الثاني من كل عام يوما دوليا لمناهضة العنف ضد النساء، ودعت الدول ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام للتذكير بهذا اليوم، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية واعلامية من اجل مناهضة العنف ضد المرأة بجميع اشكاله.
العنف ضد المرأة أكثر الظواهر انتشارا في العالم سواء الغربي منه أو الشرقي، والعنف هنا يتجسد في صور وممارسات عديدة، منها اعتداءات جسدية وأخرى نفسية وكلاهما له تداعياته، ليس على المرأة فقط، بل على عموم المجتمع بصورة 
عامة.
25 تشرين الثاني من كل عام هو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المراة، وهذا يؤكد أن المجتمع الدولي شخص هذه الظاهرة وأفرد لها يوما عالميا، من أجل القضاء على هذه الظاهرة ذات الأبعاد الخطيرة جدا، ورغم أن الكثير من الدول سنت التشريعات الكفيلة بالقضاء عليها أو على الأقل الحد منها، إلا أننا وجدنا أن القوانين وحدها لا تكفي لحماية المرأة من العنف، بل الأمر يتطلب التأسيس لثقافة مجتمعية تحترم المرأة وتقدر دورها في المجتمع وبناء الأسرة من جهة، ومن جهة ثانية تعاملها مواطن درجة ثانية مسلوبة الحقوق، خاصة في المجتمعات الشرقية التي ما زالت حقوق المرأة في الكثير من الأحيان بمثابة (نكتة)، لا أحد يعير لها الأهمية أو يتناقش بها والقليل من الناس تأخذ رأي المرأة في القضايا، التي تخصها هي بالذات، بينما نجد الأغلبية تتخذ القرار نيابة عنها، وهذا ما يؤكد أن العنف ضد المرأة ليس بالضرورة أن يكون جسديا، بل أحيانا كثيرة يكون أكثر خطورة من ذلك عندما يتعلق بمصيرها 
ومستقبلها.
وهذا يعني أن من أسباب اضطهاد المرأة هو الموروث الثقافي والتنشئة الاجتماعية، التي عادة ما تجعل هنالك فروق كبيرة وكثيرة بين الجنسين، وهذا ما يتجلي في مسارات عديدة، أبرزها الحق في التعليم وحرية الرأي والحقوق الأخرى، وبالتالي نجد من الضروري وضع ستراتيجية ذات أبعاد فكرية وثقافية واقتصادية تدعم المرأة، مما تسهم كثيرا في الحد من ظاهرة العنف ضدها من جهة، ومن جهة ثانية ستعطيها مكانتها الحقيقية في المجتمع.