مهارات وهوايات جديدة كشفت عنها جائحة كورونا

اسرة ومجتمع 2020/11/27
...

  روز تابيندن
  ترجمة: ليندا أدور
 
 
 
 
كان تزايد الإقبال على أعمال العجن والخبز المنزلي أثناء الإغلاق العام، جراء تفشي جائحة كورونا، واضحا تماما لأي شخص ذهب الى الأسواق، حيث كان من الصعب العثور على كيس لمادة الدقيق، لكن ماذا عن أشخاص آخرين، ممن لديهم هوايات غير عادية وبدؤوا يمارسونها عندما طُلب منهم البقاء في منازلهم؟ 
يقول روبرت مارشانت، استاذ الايكولوجيا الاستوائية بجامعة يورك، بأنه وإبنته، كلوي، النباتية، قررا تجربة صناعة جبن الحلوم في المنزل، أثناء الجائحة، إضافة الى مواصلته العمل في قيادة الأبحاث حول التغيير البيئي والاجتماعي شرقي افريقيا، خصص البروفسور مارشانت، جزءا من وقته لتعلم فن صناعة الجبن لإمداد “جبل الحلوم” الذي يتم استهلاكه في منزله. «كان يوما ممطرا أمضيته مع كمية وافرة من الحليب الكامل الدسم الذي اشتريته طازجا من مزرعة محلية قريبة، ولم يستغرق الأمر سوى أقل من 24 ساعة مر فيها الحليب من البقرة ووصل الى المقلاة، بنجاح غير متوقع، لتحصل كلوي على جبن لذيذ وأكثر طراوة من الذي نشتريه من المتجر”، والحديث لمارشانت.
 
انتاجية إجراءات الغلق
عندما تلقى عالم البيئة، كونور باتلر، علبة تضم عددا من حيوانات الخُلد النافقة لغرض دراستها، خطرت بباله حينها، انها ستكون فرصة نادرة لتجربة ممارسة هوايته في التحنيط، كان يتوجب على طالب الدكتوراه بجامعة ساوثهامبتون، أن يقود رحلة استكشافية للتقصي عن البرمائيات في شبه الجزيرة الماليزية، لكن بسبب الإغلاق، وجد نفسه ملزما بالتواجد في منزل والديه في أوكسفوردشاير. يقول باتلر، الذي نادرا، ما يتناول اللحوم، أو شرّح حيوانا عندما كان في المدرسة، بأنه تعلم التحنيط من خلال البرامج التعليمية عبر الانترنت: «فكرت بتعلم مهارة جديدة، لكن لم أكن اظن بأنها ستكون التحنيط»، مضيفا «سعيد باكتسابي مهارة جديدة وتحنيط حيوان الخُلد هي دليل على انتاجية إجراءات الغلق».
خلال شهور الصيف، كان ينبغي على مدرب الطيران، جيمس لي، ان يحلق فوق سماء أوروبا، لمساعدة الطيارين الخاصين لبناء ثقتهم بأنفسهم وتجربة الطيران خارج أجواء المملكة المتحدة، لكن بدلا من ذلك، كان لي يعزف الموسيقى لقطعان الأبقار بآلة الترامبيت الجديدة خاصته، التي اشتراها قبل شهرين، يقول لي بعد أن أصبح عاطلا عن العمل الذي يصفه بأنه: «أمر صعب للغاية» بالرغم مذ ذلك، يقول: «كنت أتخيل نفسي وانا اعزف الترامبيت لكني لم أجربها مطلقا»، مضيفا «كنت أعزف الغيتار والبيس ضمن فرقة موسيقية منذ سنوات، لذا أمتلك فهما للموسيقى الذي ساعدني في ذلك، لكني لم يسبق وأن أمسكت بآلة ترامبيت في حياتي، قبل يوم 26 من نيسان الماضي». بعد أن تعلم أساسيات العزف، حاول لي تجربة مهاراته الجديدة على نحو أشمل، عندما حظي بجمهور مستمع من قطعان الأبقار، لكنه واجه صعوبة في إقناع قطيع الأغنام بعزفه. يقول لي: «استعنت بمعلومات وإرشادات من موقع يوتيوب لتعلم النفخ وعزف الأغنيات، ولحسن الحظ، لم أتلق شكوى من الجيران للضوضاء، التي كنت أحدثها في أيامي الأولى بالعزف».
 
بعيدا عن شاشة الحاسوب
أما جيك رولاند، عالم الآثار وطالب الدكتوراه فيقول بأنه لطالما كان مفتونا بتقنيات الصياد الجامع، لذا عندما وجد نفسه محتجزا في ظل اجراءات الاغلاق في ساوثهامبتون، قرر أن يجرب صناعة شباك الصيد، والفؤوس من قرون الحيوانات ونحت الملاعق باستخدام الطرق التقليدية، بالرغم من كونه متطوعا للعمل ضمن جمعية إسعاف سانت جون الخيرية، إلا أنه يقول: «كنت مهتما بالحرف اليدوية التقليدية ومهارات الحياة البرية، وبشكل خاص، تلك التي كان تستخدمها مجاميع الصيادين الجامعين بعموم أنحاء العالم»، مضيفا «لطالما رغبت بتعلم صناعة الشباك ونحت الملعقة وعمل سنارة الصيد البسيطة، وقد منحني الإغلاق الفرصة والوقت لتعلم كل تلك الأشياء الجديدة»، وبالفعل، فقد استخدم رولاند الملعقة التي نحتها بنفسه في المطبخ. بالنسبة لدينيس بالمر، معلمة المرحلة الثانوية، فقد ملأت وقت فراغها في المنزل بسبب الاغلاق بتعلم كيفية صنع الأحذية من الجلد أو القماش، ومواصلتها تدريس طلبتها بقسم التصميم والتكنولوجيا عن طريق تطبيق غوغل كلاسرووم، عندما أرادت ان تقوم بشيء بعيد عن شاشة الحاسوب، تقول بالمر: “أمضيت العديد من الأمسيات والعطل الأسبوعية في صناعة وإعادة صنع مختلف أنواع الأحذية وأصبح لدي تقنيات متطورة في العمل”، مضيفة “ابتعت كتبا حول هذا الموضوع، وشاهدت مقاطع مصورة على اليوتيوب، ومن بعدها كانت الممارسة والممارسة والممارسة، فكلما تصنع أكثر، تصير أفضل”، وقد قامت بالمر بصنع أحذية لشقيقتها وابنتها وصديقة لها، وتقول إن هناك قائمة طويلة من الطلبات ستعمل عليها أثناء موسم الصيف.
 
*موقع بي بي سي البريطاني