في ساحة الحبوبي

آراء 2020/12/01
...

 سعد العبيدي 
لا يمكن الفصل بين ما جرى ويجري في الناصرية عن مدن أخرى في وسط وجنوب العراق بينها العاصمة بغداد، مسألة تظاهر تكاد أن تكون مترابطة متداخلة من الجوانب النفسية والسياسية والاجتماعية: شباب بعضه توجه الى التظاهر، تعبيراً عن احتجاجه على بعض أمور في السياسة يراها غير صحيحة، وشباب توقف شأن التعيين والعمل عند حدود تواجدهم، فقصدوا تلك الساحات للتعبير عن حاجتهم الي التعيين، ومثل هاتين الشريحتين من الشباب لهم الحق في التظاهر السلمي والاحتجاج، حتى تؤمن الدولة مطالبهم أو تقنعهم بوضعها الصعب الذي يحول دون تحقيق المطالب في هذه المرحلة الزمنية الحالية، وتحدد لهم آمالا مقبولة بمستقبل يمكن فيه تحقيق 
المطالب.
 لكن التظاهر لم يتوقف عند هاتين الشريحتين، إذ دخل الى ساحاتهم شباب بعضهم محسوب على أحزاب، لها غايات بعيدة عن غايات الدولة أو لا تنسجم مع حسابات الدولة، وهناك آخرون من ذوي الاتجاهات النفعية قد دخلوا أيضا لقضاء الوقت وربما للتشويه، وهكذا تفاعلت كل تلك الشرائح منتجة نوعاً من التظاهر، يمكن عده تظاهراً مركباً زاد في مجاله التعقيد، حتى أصبح أقرب الى أن يكون عصياً على 
الحل. 
وفي هكذا نوع من التظاهر لا تجدي الحلول المبنية على القسر خارج سلطة الدولة الضابطة، لأنه سيؤدي الى التصادم بإحدى الشرائح الموجودة ويفضي الى خسائر بالأرواح، العراق لم يعد قادراً على تحملها، الحل الأقرب الى الواقع وبأقل الخسائر الممكنة، هو أن تبادر أجهزة الدولة المعنية لأخذ زمام المبادرة في التعامل مع سوح التظاهر بعقلية متفتحة واقعية، تسحب فيها الجميع الى ساحة الوطن التي يشتركون فيها جميعهم بمشاعر قد تدفعهم الى إعطاء فرص الى الحكومة، في أن تقدم حلولاً مناسبة في وقت صعب يحتاج فيه العراق الى تكاتف الجهود.