عرض على قاعة اتحاد ادباء كربلاء فيلم الانميشن (هناك أجمل) للمخرج حسنين الهاني، عبر أمسية أدارها الناقد الدكتور عمار الياسري وحضرتها نخبة من مثقفي وأدباء كربلاء.
الفيلم الذي يعد ثاني أطول فيلم انميشن عراقي كتب قصته والسيناريو الكاتب سعد الهدابي، ونفذ رسومه وتحريكه أنس الموسوي، وموسيقاه الفنان عارف فؤاد.
ابتدأت الأمسية بحديث الياسري عن الفيلم مشيرا الى اهمية مضامينه الفكرية وقدراته السينمائية، مبيّنا صعوبة العمل في هذا المجال في ظل غياب الدعم المؤسساتي وتردي البنية المثالية لصناعة السينما، ثم ابتدأ عرض الفيلم بمشهد رجل حجري يولد في مكان صخري ويبحث عن حياة له في واقع مزدحم بغربان الموت وصعوبة العيش وجفافه وقسوته بدلالة القبور والعسكر المنتشرين على سكة القطار الوحيدة التي تنتهي في الصحراء بفوضى وحيرة عارمة، وينتهي الفيلم بقناعة الرجل بعدم اهمية الحياة ومأساويتها وضرورة انتهائها.
وفي نهاية الفيلم الذي لاقى استحسان الجمهور تحدث الهاني عن ظروف انتاج الفيلم الذي استمر بالعمل عليه على مدى ثمانيسنوات، مؤكداعلى دقة العمل وصعوبة انتاجه واهمية رسالته، لافتا إلى أنه تناول حالة الانسان بكل تفاصيله وملامحه وكيفية رؤيته للحياة في ظل انعدام القدرة على التغيير.
منوهاً بأنّ المشاهد لن يستطيع ان يجزم بجنسية هذا الفيلم او تحديد اطاريه الزماني والمكاني. وحددت مدة عرض الفيلم بـ 11دقيقة و15 ثانية ليكون بذلك ثاني أطول فيلم انميشن عراقي.
ثم فتح مقدم الأمسية باب المداخلات التي تحدث فيها جميع المتداخلين عن اهمية ما شاهدوه وما لمسوه من معاني فنية وأفكار متميزة، فيما تحدث بعضهم عن المأساوية والمرارة التي طرحتها مشاهد معينة.
وأكد آخرون على جماليات التلقي على الرغم من مرارة الطرح، بينما ذهب بعضهم الى ما سمّوه تعدد مستويات التلقي وإمكانية فهم الفيلم عبر درجات متعددة من الثقافات.
وكانت المداخلات لكل من الشعراء صلاح حسن السيلاوي ونوفل الحمداني والدكتور عمار المسعودي وسلام البناي والدكتور ماجد الخياط والفنان الدكتور علي الشيباني والدكتور حسين رضا والدكتور محمد الوزني، وفي ختامها قدم الدكتور حسين رضا شهادة الاتحاد التقديرية للمخرج المحتفى به.