اليوم.. ماكرون يفتتح المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان

قضايا عربية ودولية 2020/12/01
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
ينطلق اليوم الأربعاء من العاصمة الفرنسية باريس المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي يعقد عبر الفيديو بالتعاون مع الأمم المتحدة لحشد الدعم المادي والمعنوي من قبل الدول المانحة للبنان والبحث في تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لبلد باتت تتقاذفه الأزمات على الصعد كافة.
الرئيس اللبناني العماد ميشال عون يشارك اليوم في المؤتمر، وسيلقي كلمة وصفت بالمهمة، حيث سيضع الدول الصديقة والمانحة في صورة المعاناة الكبيرة التي يكابدها الشعب اللبناني جراء الأزمات الإقتصادية والسياسية والتي تفاقمت بعد انفجار مرفأ بيروت وتفشي وباء كورونا.
مراقبون توقفوا عند كلمة الرئيس عون وتساءلوا عما يمكن أن يقوله عون في مؤتمر يشكل انعقاده إدانة كبيرة من الإسرة الدولية للطبقة السياسية في لبنان بعد إصرار الكثير من الأوساط الدولية على توجيه مساعداتها للمجتمع المدني وللمنظمات غير الحكومية فقط، وحصر هذه المساعدات بالشق الانساني الطبي- التمويني، في رسالة واضحة، للمنظومة الحاكمة عبّر عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مؤتمراته: نحن لا نثق بكم والمجتمع الدولي لا يأتمنكم على أموال المساعدات التي تقدم للبنان"! .
الى ذلك أشارت الأوساط الفرنسية المتابعة للوضع اللبناني، إلى أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الوقت الذي تتملكه الدهشة والخيبة مما أسماه "انعدام المسؤولية لدى سياسيي لبنان، وتغليبهم المصالح الحزبية والفئوية والطائفية والشخصية على المصلحة العامة"، فإنه مصر على الوفاء بوعده الذي قطعه للشعب اللبناني بأنه لن يتركهم لوحدهم في محنتهم القاسية، وإنه ماض في جهوده، لجمع مزيد من المساعدات الإنسانية إلى لبنان من خلال المؤتمر مع ما يحمله من بعد سياسي و"ضغوط" على ساسة لبنان، ساعياً لتأمين أكبر قدر من المساعدات التي ستسهم في تخفيف الأعباء المعيشية الثقيلة عن كاهل المواطنين اللبنانيين. 
في خط موازٍ، علق اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن اللبناني العام على غياب دوره بمسألة ​تشكيل الحكومة​، وابتعاده عن لعب دور الوسيط بين الحريري وباسيل أو عبر الرئيس ​ميشال عون​، وأوضح "أنّني أَعتبر اليوم أنّ الظروف غير مؤاتية للعب دور الوسيط، لأنّ الضغوط الخارجيّة كبيرة جدًّا، ومحاولة تأليف حكومة على وقع الأداء الدولي متقدّمة على تأليف حكومة على وقع الأداء السياسي الداخلي"، منوّهًا بأنّ "الأجواء الخارجيّة لا توحي بحكومة قريبة".
وتعليقًا على ما كشفه وزير الداخلية السابق ​مروان شربل​، منذ أيّام، عن أنّه يتوقّع حصول اغتيالات سياسيّة خلال هذه الفترة، ركّز ابراهيم على أنّ "في هذه الفترة، يجب أن يأخذ كلّ مسؤول حذره، لأنّ الأمور ضائعة، خصوصا بعد نتائج ​الانتخابات الأميركية​، إذ أنّ هناك أجهزة كثيرة في المنطقة والعالم تجد اليوم أنّ الوقت ملائم لتصفية حسابات قد تصل لحدود "التصفيات"، في غضون ذلك خاطب النائب ​اللبناني بلال عبدالله​، "من يعنيهم الأمر في ​تشكيل الحكومة​، هل يعلمون أنّ ​لبنان​ مقبل على استحقاقات اجتماعيّة خطيرة، بنتيجة العجز عن دعم الغذاء و​الدواء​ و​المحروقات​؟"، لافتًا إلى أنّ "بالكيديّة السياسيّة، والحسابات الضيّقة، والارتهان للخارج، قد نشهد قريبا نهاية هذه الصيغة الفريدة، الّتي نتغنّى بها شِعرا ونمارس عكسها فعلًا".