جبار الكواز
في.. لوم الخطى للظلام
في تحديقي الخائف.. في بياض
الورقة.. في نهر غارق
بالأسى.. أبحث عن كلمة تتسع
لاثنين تائهين لم يُدركا للآن أنهما من ماء
ونار.. وأنتِ يا سيدتي الواقفة على قنطرة
تعبى حين تمدِّين لي كفيك كزهرتي
ياسمين.
لم تعد المسافة ضيّقة كما تبدو فذاك
الهواء الصاهل بين كفينا والعيون
المترقِّبة لحظة انفجار المارّين
والأنفاس.. وهي تخاطب الضفاف بموتها
القادم ما زالت توسع الفضاء
بجنون شعرك العابث بالهواء
فلا عين ترى ولا هوى ذبيح ولا آهة
تستدرج الفرح وهي تتكئ على غمازتيك
كلمة لم أجد حلّا لحروفها إلّا بنصّ
غائب بين السطور وهو يمسك هالة محيّاك
بصمت.. وانت ترتقين الأفق بابتسامتك الخجلى
فكيف لا أكلّم نفسي وأنا أراقبك خلسة؟
صورتك التي ما زالت تئن في ذاكرتي
المثقوبة يا مجنون يا أنت
أنت وحيد في المقهى الكلمات التي هربها
النهر في غفلة.. صارت مجنونة أيضا
ونصّك اصطاده السحرة وهم يرقصون أمام النار
وما زال يئن في سباته والكلمة التي لم ترها
الكلمة التي تتسع لاثنين خائفين
مُحيتْ وهي تهمس في أذن الشظايا
لا مكان لي هنا أو هناك
الليل طويل والنهار نائم في الجرار
أسئلتك عثرة ليل وكلمتك عجلى
قلها إذن لا تخشَ الغرباء ولا الموتى
لا المهاجرين ولا الضفاف
من يقولها إذا سرقك العقل؟
وارتكبت معصية العاشق وألقيت حلمك في طرقات
الناس.. ولم تقل يوما أنا مجنون
والعابرون الى عقولهم يضحكون قلها
ولا تخف يا مجنون.