المستوى العلمي داخل الأسرة يسهم في بنائها

اسرة ومجتمع 2020/12/04
...

  اية حسين 
تعيش المحامية سعاد كامل وزوجها في سعادة ووئام بعد مرور عشر سنوات على زواجهما، و لا يزال يخيم الحب والتفاهم على الجو الاسري، على الرغم من اختلاف المستوى التعليمي بينهما، الا أنه لم يؤثر في حياتيهما الزوجية وعلاقتهما مع بعضهما، سعاد مثلها مثل الكثير من المتزوجات اللواتي يملكن مستوى دراسياً، اعلى من ازواجهن ويعملن في مجالات مختلفة، فلم يمثل فرق المستوى التعليمي بينهما عائقاً في استمرار حياتيهما الزوجية. 
فحين نجد بعض المتزوجين من هم في المستوى التعليمي نفسه، لكن حياتهما مليئة بالخلافات واحياناً تنتهي بالانفصال، اذ الزواج يعتمد وبشكل اساس على التفاهم والانسجام، وتقبل كل طرف وجهات النظر الاخرى والتعاون بينهما في تحمل اعباء الحياة وما تواجهه الاسرة من صعوبات ومعوقات والمشاركة في ما بينهما في تربية 
الأولاد . 
 
الدعم والتفاهم
وتضيف كامل «تعرفت على زوجي عن طريق الصدفة، وحدث بيننا انسجام وتفاهم انتهى بالزواج، على الرغم من التفاوت الدراسي بيننا، فكان يساندني في عملي القانوني، لكون عملي في مهنة المحاماة يتطلب مني التعامل مع القضايا الاسرية المكتنزة بالخلافات والتداعيات، التي من شأنها أن تأخذ اكثر من وقتي، فيحاول دائماً تخفيف ضغط العمل عني» . 
 
التقارب والانسجام
وترى الصيدلانية هبة علي (25 عاماً) : «تزوجت من ابن خالتي زواجا تقليديا، اذ رفضت الزواج منه في بادى الأمر خوفا» من عدم التوافق بيننا، الا ان اصرار اهلي 
على ذلك الارتباط جعلني اوافق . احببته كثيراً بعد الزواج بسبب تشجيعه ومساعدته لي في تحقيق حلمي بفتح الصيدلية الخاصة بي ولا يزال يدعمني كثيراً، لم أجد اي مشكلات او صعوبات في حياتنا، رغم اختلاف المستوى الدراسي بيننا.
 
حب الطفولة
بينما تؤكد المدرسة لمى محمد 30 عاما «احببت زوجي منذ الطفولة، واذ كان يسكن بالقرب منا وتقدم للزواج مني قبل دخولي الجامعة، الا أن والدي اشترط عليه استمراري في دراستي الجامعية، فوافق وحصل الزواج بيننا».
وتؤكد محمد، ان زوجي يساعدني كثيراً وهو الذي يقوم بايصالي يومياً إلى الجامعة، وبعدها يذهب إلى مكان عمله، اذ اجبرته ظروف الحياة على ترك مقاعد الدراسة واتجه إلى العمل على الرغم من ذلك هو من شجعني على اكمال دراستي. 
 
تفكير الفرد
يقول الباحث والاكاديمي احمد عباس الذهبي: «الاختلاف الثقافي والاجتماعي لا يمكن أن يكون مؤثراً إلابحسب التفكير الفردي لأحد الزوجين، حيث التفاهم هو اصل العلاقة في بعض الاحيان، يكون المستوى التعليمي نفسه لكنهما يكونان غير منسجمين». 
موضحاً «من الطبيعي ان تكون هناك اختلافات بين الزوجين في أمر او مجموعة امور، إلا أنّ الحب والاحترام والاهتمام والتقبل غير المشروط واستخدام لغة الحوار، ومهارات التواصل الناجح، اكثر اهمية وتاثيراً من اي خلاف مهما عظُم».