النخبة والنظام الديمقراطي

آراء 2020/12/04
...

 وجدان عبدالعزيز
 
مما لاشك فيه اصبح العراق الآن بحاجة ماسة الى نشوء طبقة من المثقفين والاكاديميين يمتلكون الوعي الوطني الكافي، ليكونوا صمام الأمان للمجتمع لتحميه من الانزلاق في الحروب والصراعات الاهلية والعشائرية، كون الحروب الاهلية والعشائرية اخطر ما يواجه المجتمع ويجب حمايته منها،
 وهي مهمة الطبقة المثقفة، لان السياسيين والعسكر لا يفهمون هذا الموضوع ولا يستطيعون حماية المجتمع منه، بل قد يكونون هم السبب في تأجيجها، ونحن مررنا في العراق بالحرب الاهلية الطائفية ونعرف معناها، وادركنا ان سياسيي العراق هم جزء من المشكلة، وهناك اشكالية سيطرة الدكتاتورية على الانفس والعقول لعقود، ومن الصعوبة الخروج من عباءتها، لأن الناس اعتادت أن يحكمها الدكتاتوريون، وهنا تزداد الحاجة لطبقة المثقفين والاكاديميين ذات الوعي باستيعاب الفترة الانتقالية والتبشير بالمستقبل. بالرغم من ان هذه الفترة تداخلتها الفوضى، نتيجة تسلط شراذم الأرض من الجهلة والمرتزقة والعملاء والمخابرات الأجنبية على الشعب وفقدان الاستقرار.
 فالديمقراطية ليست الانتخابات فقط، انما هي تغيير حياة الناس ووعيهم الى طور جديد من المشاركة والوعي والفهم لما يدور حولهم، وما بين الدكتاتورية والديمقراطية يتعالى الصراع وتتضارب المصالح، وهنا يبرز دور النخبة الواعية، التي اشرنا إليها، فنشيد الديمقراطية هو الحياة الحرة الكريمة بما فيها من حقوق وحرية وكرامة وعدالة، لذا علينا استخدام كل الوسائل من الإذاعة والتلفزيون والصحف ووسائط التواصل الاجتماعي الاخرى، وهي الأهم لتوعية الناس بحقوقها واهمية الحرية والكرامة واحترام الرأي الاخر، فكل المذاهب الفكرية والثقافية تُجمع على ان الحق، هو تلك المصلحة المشروعة التي لا يمكن لأي فردٍ أن يمنع آخر من الحصول عليها، ومن هنا جاءت أهمية معرفة الفرد لحقوقه وإدراكه لطرق اكتسابها والحفاظ عليها، ولعلّ أبرز هذه الحقوق (حقّ الحرية)، حيث نعني بالحرية قدرة الفرد على ممارسة مجموعة من الأفعال المبرّرة والمشروعة، من دون قيود فكرية أوجسدية تُفرض عليه، فالحرية ضرورة من الضرورات البشرية، بل هي فطرة جُبل على حبها الإنسان، يميل إلى الحصول عليها منذ نعومة أظفاره، وتغدو مطلباً شرعياً له كلما تقدّم به السن، لكن هذه الحرية ضمن الضوابط الاخلاقية والاجتماعية، التي تكفل هذه الحرية للجميع مع ايقاع ضابط القانون الحاكم المستمد من دستور البلاد، وهذا الامر تُبشر به تلك النخبة الثقافية والاكاديمية الحاملة للوعي الوطني من خلال جميع وسائل الاتصال.