لم تشهد البشرية في تاريخها مثل هذا الوباء، من حيث عدد الضحايا أو الاصابات أو اتساع توزعه، بين دول العالم وخطورته الفتاكة، التي ادخلت العالم في حالة انذار قصوى .
وتسبب في تعطيل الحياة الاجتماعية وخسائر اقتصادية هائلة، جعل العالم في غربه وشرقه يترنح من هول الكارثة، ولم يعرف حتى الان ماهية هذ الوباء او كيفية ظهوره وانتشاره بهذه السرعة، الى الحد الذي لم تسلم منه ولا دولة. على الرغم من اعلان بعض الدول اكتشافها عن جرعات لقاح له، الا ان هناك نوعا من المخاوف من اعراض هذه اللقاحات، الحقيقة سوف يكون هناك عالم ما قبل وبعد كرونا ،لأن آثاره سوف تكون طويلة المدى وليس من السهل التعافي منه وعودة الحياة الى طبيعتها وسابق عهدها، هذه الجائحة اثبتت هشاشة النظام الصحي العالمي والتقني ولم يتعاط معه كما ينبغي، واخذت الاتهامات بين الدول حول منشأ هذ الوباء حيزا كبيرا ولم تسلم منها منظمة الصحة العالمية، حيث اتهمت بالانحياز إلى الصين.
الغريب ان الايديولوجيا ما زال لها التاثير الكبير في تفسير حتى الظواهر الصحية، حتى ان فاوتشي مدير معهد الامراض المعدية الاميركي دخل في جدال مع الرئيس الاميركي ترامب، بشأن مطالبة الاخير في اتهام منظمة الصحة العالمية بالتواطؤ مع الصين في اخفاء المعلومات عن الجائحة وتحذير العالم عنها، الا ان فاوتشي رفض ذلك، وقال ان دوره هو علمي وصحي ولاشأن له بالسياسة، الآن العالم قد تنفس الصعداء بعد الاعلان عن اكتشاف لقاحات لهذا الوباء، اعتقد اننا سوف نشهد صراعات ونزاعات حول حقوق الملكية والقرصنة على اللقاحات، ناهيك عن سوء عدالة التوزيع واحتكار هذه اللقاحات من قبل الشركات الكبرى، وربما تستخدم في الضغوط السياسية او الابتزاز الاقتصادي، نتمنى ألا يحدث هذا ويتغلب الجانب الانساني على الراسمالي او المادي، لكن تبقى الصراعات بين الدول هي الاصل في هذا العالم الذي يلهث بشكل جنوني خلف المال، نحن نعلم ان روسيا عندما اعلنت اكتشاف لقاح (سبوتنك)
رفض الغرب الاعتراف به وحذر العالم من خطورة استخدامه قبل ان يتيقن من هذا الاكتشاف. قيل عنه انه غير آمن ولا يتمتع بالفعالية وهو ما اعد شكلا اخر من الصراعات، التي تحاول حيازة اللقاح اولا، بل انه دخل في السباق الرئاسي بين الرئيس المنتهية ولايته والرئيس القادم جو بايدن، حيث كانت الجائحة والاقتصاد لهما الاولوية في الانتخابات الاميركية .وكان ترامب يعد هذا الخبر، قبيل الانتخابات الا ان الرياح جرت بما لا تشتهي السفن.