أفادت تقارير إسرائيلية أمس الجمعة، بأن ضباطاً بالجيش الإسرائيلي اجتمعوا مع نظرائهم بالقيادة المركزية الأميركية لرفع مستوى التنسيق الأمني، خشية رد إيراني محتمل على اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر مطلعة أن التنسيق يشمل بروتوكولات لرصد إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل والأهداف الأميركية في المنطقة، إذ تعتقد إسرائيل أن إيران ربما ترد على اغتيال محسن فخري زاده قبل نهاية الشهر
الجاري.
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إسرائيل باغتيال الخبير النووي فخري زاده، قائلا: “إسرائيل تمارس أعمالا عدائية ضد إيران، آخرها اغتيال العالم النووي فخري زاده”، وتابع قائلاً: “لن نعيد التفاوض بشأن الاتفاق النووي مع الغرب”، وطالب ظريف “إدارة (الرئيس الأميركي المنتخب) جو بايدن بإثبات حسن نواياها تجاه إيران من خلال الالتزام الكامل بالقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، ووقف حرب ترامب الاقتصادية ضد الإيرانيين، وفي هذه الحالة ستعود إيران عن إجراءاتها التعويضية في ظل الاتفاق النووي”.
إلى ذلك، أفادت تقارير صحفية أمس الجمعة، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، طلبت من الخبراء النوويين وكبار المسؤولين الذين خدموا سابقا في مفاعل “ديمونا” توخي المزيد من الحذر في سلوكهم اليومي، وأوضحت أن ذلك جاء على خلفية تهديدات جديدة لإسرائيل صدرت عن إيران بعد اغتيال أحد أبرز علمائها النوويين محسن فخري
زاده.
وحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية، فإن أحد العلماء عمل في المفاعل طلب منه الامتناع عن مسارات المشي الاعتيادية والطرود المشبوهة والأحداث غير العادية، بدعوى أنه ليس من المستحيل أن تراقب العناصر الإيرانية أنشطته عبر الإنترنت.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في حديث نقلته عنه شبكة “سي أن أن” في معرض رده على سؤال بشأن تورط بلاده باغتيال فخري زاده: “إنهم (الإيرانيون) دائما ما يتهموننا، سواء كان صحيحا أو خطأ، في أي شيء يحدث في إيران، وسياستنا الثابتة تقضي بعدم التعليق على مثل هذه الأمور، ولذا لن أفعل ذلك الآن”.
وأكد نتنياهو مجدداً أهمية مواجهة سياسات إيران في المنطقة، محذراً من عواقب عودة الولايات المتحدة المحتملة إلى الاتفاق النووي المبرم بين طهران ومجموعة 1+5 عام
2015.
وفي أول تعليق له على الموضوع، قال الفائز المفترض في انتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن لشبكة “سي أن أن”: إنه “يصعب القول إلى أي مدى سيعقّد اغتيال فخري زاده التعامل مع إيران”، وشدد المرشح الديمقراطي الذي قد أعلن نفسه رئيسا منتخبا على أن “صلب الموضوع يكمن في ضرورة منع إيران من الحصول على السلاح النووي”، موجها في هذا السياق انتقادات شديدة اللهجة إلى سياسات الرئيس الحالي دونالد ترامب تجاه طهران، بما في ذلك انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة
1+5.
وتساءل بايدن بشأن مدى فعالية نهج ترامب، مشيراً إلى أن إيران ردا على الضغوط الأميركية”زادت قدراتها على امتلاك المواد النووية، وتقترب من المستوى المطلوب لتطوير أسلحة نووية، ناهيك عن وجود مشكلات متعلقة بالصواريخ”.
وأقر بايدن بأن هذه المسائل معقدة للغاية، مضيفا: “أعلم أمراً واحداً، وهو أننا لا نستطيع تحقيق ذلك بمفردنا، ولذلك يجب علينا أن نكون جزءا من مجموعة أكبر والتعامل ليس مع إيران وحدها بل ومع روسيا والصين ومع طيف من القضايا
الأخرى”.