رقص التماثيل

ثقافة 2020/12/05
...

  سها الشيخلي  
 
صدرت للشاعر فراس عبد المجيد مجموعة شعرية تحمل عنوان رقص التماثيل والشاعر عبد المجيد نحات ايضا فهو خريج اكاديمية  الفنون الجميلة فرع النحت، فلا غرابة أن نراه (يرقص مع التماثيل)، فهو ينحت القصيدة وتعد هذه المجموعة الثانية له، الذي يقرأ اشعاره سيجد فيها لوعة الغربة ومعاناتها، حيث عاش  33 عاما غريبا عن بلاده، تتلقفه العواصم لكنها لم تداو جراحه ولا تطفئ نار الشوق لبغداد، التي ولد فيها وظل يحلم بكورنيش دجلة وشارع (ابو نواس) وشارع المتنبي، الى ان سقط ذلك النظام الذي اضطهده كما فعل مع الكثير من امثاله، حتى وطأت قدماه ارض بغداد، فجاءها بلهفة عاشق وحنين طفل لصدر امه، ديوانه هذا يتحدث فيه عن اصدقاء له غادرهم وهم في ريعان صباهم، وعندما عاد اليهم وجدهم قد رحلوا، ولكنهم لم يرحلوا عن ذاكرته،  فقد احتلوا صفحات مجموعته هذه منهم يوسف الصائغ وحسين مردان ورشدي العامل. نتصفح هذه المجموعة  ونقف على باب (صور شخصية ) يتحدث فيها عن الشاعر عن صديقه يوسف الصائغ فيقول: (حين راى الرفاق يرحلون/ لم يرتحل/ لكنه حين ابتدأ شارعه/ زقاقه/ وكل ما في دربه يضيق/ دوّن في دفتره خاطرة/ ما اوحش الدنيا بلا رفاق).