حقيبة المعرفة الأدبيَّة

ثقافة 2020/12/06
...

  حبيب السامر
 
بغية إزالة الغموض وكشف الستار عن المكنونات العالقة، وبعض العوائق التي تعترض طريق الموهبة في الحقل المعرفي والأدبي، والتي يكتنف تطلعاتها الالتباس، تنطلق بين وقت وآخر فضاءات وإضاءات، لمد جسور الحوار المنتظم، وتقديم التجربة والخبرة الأدبية، لتخفيف هول الارتباك وازاحة  الغشاوة الأولية الملازمة، من خلال وضع خطوات وأدوات لتهيئة أصحاب المواهب، مع إدراكنا بتباين درجة التلقي بين الموهوبين في مجالات الأدب، والذين بالنتيجة يحتاجون الدعم والتشجيع وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقابلياتهم، إذ لابد من خلق حلقات مضيئة بالتواصل والتفاعل المثمر في محاولة لكشف خفايا النص الإبداعي وتوضيح الأنماط المتنوعة في دروس الكتابة المختلفة، انطلاقا من كون الأدب ظاهرة إبداعية متجددة، تعطي للدارسين ثراء فكريا واضحا، تبدأ في بلورة الفكرة وصياغتها، ومناقشة تطلعاتها، واشتغالاتها، وفك شفراتها، لا بد أن تتوافر السببية في طرح الجديد برؤى عصرية، مغايرة  متخذة من الكتابة وتحولاتها عاملا أساسيا في بلورة التفاعل الإبداعي وخلق مناخات مهمة، تستدل بالراهن وتستمد رسوخها من حضارات ضاربة في القدم.
 يقول المفكر الفرنسي من أصل بلغاري تودوروف (إن معرفة الأدب ليست غاية لذاتها، وإنما هي إحدى السبل الأكيدة التي تقود إلى اكتمال كل إنسان)، لو اقتربنا أكثر لتفعيل العوامل المساعدة لوضع إمكانات الموهبة الجديدة في مواجهة التجارب المبدعة، عندما ندرس الأسس الجديدة في عوالم السرد مثلاً.. لابد من الوقوف على أهم التعريفات التقليدية أو الكلاسيكية، والتعريفات الحداثية والتنويرية، والوقوف على نماذج متنوعة من الكتاب وأنماط الكتابة مع تحليل خطابها، مع تناول نماذج مهمة من المشتغلين في الحقل التجريبي لهذا التمرين، وفق معايير التجديد والحداثة، وضرورة التطلع إلى القص العالمي والتعريف بنماذج من الأدب، بقراءة مستفيضة لقصص تركت آثارها، كونها تمثل قامات شامخة في الأدب العالمي والعربي، ولكي تتوضح الصورة أكثر أمام الموهبة الجديدة، لابد من الغور في الشهادات والتجارب لقاصين محليين لهم حضورهم المؤثر في الساحة الأدبية، ولا نقف عند هذا الحد من التعريف بماهية السرد وعوالمه المتشعبة بل نتجاوز الإحاطة بالمفاهيم الضرورية، ووضع الأسس الواقعية لتهيئة الخامات الجديدة، وتعزيز أدواتها لتمكنها من وضع قدرتها المستقبلية لمواصلة التعرف على ينبوع الإبداع.. مع التطرق إلى بعض النماذج من القصص القصيرة، فضلا عن فتح أبواب أخرى تدخل المناقشة السردية، متابعات و قراءات، اذ تتلاقح الرؤى والأفكار للخروج بمحصلة جديدة، مع التركيز على تناوب الحوارات، والجلسات، وتنظيم مساحات ثقافية في أعمال ومناخات عدة، لخلق بنية متعلمة وصاغية تتسم بالمهارة والانفتاح 
على العلوم المعرفية، لتنتج مرجلاً ومختبرا إبداعيا لتقديم خلاصات العمر والتجربة بمخرجات حوارية، تركز على الأفعال المهارية، من أجل الوصول إلى الجديد بإتباع الوسائل والأدوات، والأهداف الواضحة في الثقافة، هي الأقرب إلى الحقيبة المعرفية وجديتها لتؤسس حراكها المتصاعد للاقتراب من مواكبة التجارب مستقبلاً .