سرور العلي
2020 تلك هي السنة الاستثنائية التي شهد فيها العالم العديد من الكوارث، كفيضانات السودان، وتدمير بيروت الجميلة بفعل تفجير هائل، ليأتي على رأسها اجتياح وباء كورونا واقتحامه لحياتنا، وتحولها لعزلة تامة، إذ أصبحنا داخل حلبة من الرهبة والقلق، والابتعاد عن أقرب الناس لنا خوفاً من العدوى والإصابة بالفيروس.
أسهم العمل التطوعي برفع جزء كبير من معاناة المجتمع في ظل حكومات عاجزة عن توفير كل ما يحتاجه المواطن وتحمل أعبائه، وكثيرة هي الحملات الخيرية التي اقيمت وسط هذه الظروف القاهرة، كالتبرع بقناني الأوكسجين وإيصالها إلى المستشفيات الممتلئة بالمستغيثين والراقدين بانتظار أيادي الرحمة، لتنتشلهم من مطحنة الآلام، وتقديم الرعاية والاهتمام من قبل الجيش الأبيض ووقوفه سندا ويدا بيد لمحاربة الوباء، ونشر التوعية بين السكان وحثهم على الالتزام بالحجر الصحي والمنزلي لحين القضاء على الوباء.
اذ يعبر العمل التطوعي عن وعي المجتمع وسلامته ووحدته، لنشر الخير بين الجميع، والتفاعل مع كل الأطياف والأجناس ومشاركة همومهم، والاقتراب من مأساتهم .
فالعمل التطوعي يمنحنا المعرفة والخبرة بكل مجتمع وتعلم مهارات مختلفة، ويجعل منا أشخاصا محبوبين لدى الآخرين وناجحين، ويحدث تغيرا إيجابيا في حياتنا ويقضي على الكآبة والروتين القاتل، واستثمار الوقت بأعمال نافعة.
ويكون العمل الخيري على نوعين هما، الفردي الشخصي كتبرع أحد الضباط براتبه الشهري لبقية الجنود، أو توزيع السلال الغذائية من صاحب محل لبيع الخضراوات والفاكهة، أما الجماعي من خلال الانتماء لمؤسسة غير ربحية هدفها خدمة فئات المجتمع بالتبرعات، وإعالة الأيتام والأرامل والفقراء، وإغاثة أصحاب الدخل المحدود.
ويعاني أغلب قادة تلك الحملات من ضعف في الإمكانيات المادية والتهميش، وغياب الدعم الحكومي، وانعدام الورش التدريبية التي تثقف الشباب وتحثهم على تقديم عمل الخير، وزرع بذوره في كل أركان المجتمع، وعلى الرغم من كل تلك التحديات التي يواجهونها مازالوا مستمرين بعطائهم طالما هناك من تنضح قلوبهم بالمحبة والإيمان لفعل الخير.
بالنهاية تدل تلك الأعمال الإنسانية على نضج أصحابها وغرسهم قيم التسامح والتعاون، ونشرهم ثقافة التطوع التي أصبحت المعيل للكثير من الشرائح، لذا من المهم جدا رفع قيمتها ودعم المساهمين بها عن طريق وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي بعرض انجازاتهم والتعريف بدورهم.