بيروت: جبار عودة الخطاط
من المنتظر أن يطلق الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين؛ خريطة طريق أوروبية شاملة لإنقاذ لبنان من أزماته الإقتصادية والسياسية الخانقة، وتأتي المبادرة الأوربية اللافتة في توقيتها، ومضمونها بعد تحرك حثيث من قبل فرنسا وألمانيا، حيث قدما أفكاراً مطورة للمبادرة التي قدمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في وقت سابق بعد الانفجار المروع في مرفأ بيروت العام الماضي.
وتتضمن خريطة الطريق التي يبلورها الأوروبيون اليوم في اجتماعهم في بروكسل مجموعة مقترحات انقاذية، وصفتها أوساط لبنانية مطلعة لـ «الصباح»، بأنها «تنطوي على شقين: الأول آني لانتشال الوضع اللبناني المزري، وآخر آجل لإنقاذ لبنان من الانهيار الشامل؛ الذي بات قاب قوسين أو أدنى»، اذ من المتوقع أن يصدر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعهم، لأول مرة منذ ثلاث سنوات، الورقة النهائية التي تمثل خلاصة الموقف المشترك، بناء على الرؤية التي قدمتها ألمانيا إلى شركائها في الخريف الماضي، وتسعى الأفكار الأوروبية إلى تعزيز مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتذليل العقبات التي تعترض سبيلها، قبل زيارة ماكرون المرتقبة التي يفترض أن يقوم بها إلى بيروت قبل نهاية الشهر الحالي.
ولاحظت «الصباح» أن التحرك الأوروبي وخريطة طريقه قد تما في غياب واضح عن التنسيق مع الجانب الأميركي، الذي ما برح يمارس سياسة الضغوط القصوى، والعقوبات التي طالت بمفعولها عدة شخصيات وجهات لبنانية فاعلة، ويبدو ان الاتحاد الأوروبي يريد النأي بلبنان عن المحاذير التي يمكن أن تنجم عن معادلات الضغط الأقصى، لواشنطن وتل أبيب، وبعض الأوساط العربية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الإزمة اللبنانية الخانقة.
مصدر في فريق 8 آذار أكد لـ»الصباح»، أن «أوروبا، ولاسيما فرنسا تحفظت على سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ إزاء لبنان وهذا ما أبلغه الفرنسيون لوزير خارجية أميركا بومبيو خلال زيارته الأخيرة لباريس، والأوروبيون اليوم بإطلاق خريطة طريقهم إنما يرسمون سبيلاً مختلفاً عن النهج المتشدد للإدارة الأميركية، والتي عرقلت في أكثر من مناسبة مسار المبادرة الفرنسية».
مصادر دبلوماسية غربية أفادت بان الخلاصات الأوروبية ترمي إلى معالجة «الأزمة العاجلة، ومنع الانهيار، بسلسلة من المقترحات، وصولاً إلى مناقشة القضايا الأخرى التي تخص ما أسمته بنفوذ إيران و(حزب الله)، كما أن الاتحاد الأوروبي سيمارس ضغطاً كبيراً للإسراع بتشكيل حكومة إصلاحية للنهوض بالواقع اللبناني الأليم».
الى ذلك أشارت السفارة البريطانية في بيروت، إلى أنّ لبنان بحاجة اليوم الى تنفيذ إصلاحات عاجلة، لمنع البلاد من الانزلاق أكثر في الأزمة الاقتصاديّة الخطيرة، وأكدت السفارة أن الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جايمس كليفرلي شدد في زيارته الأخيرة لبيروت على أنّ “لبنان يمر بوقت حرج للغاية، وفي ظلّ وضع اقتصادي متدهور واستمرار جائحة كورونا فيه، وتزايد أعداد المجتمعات الأكثر ضعفًا”، وذكر كليفرلي “ساسة لبنان بالحاجة بضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، وضرورة إجراء إصلاحات قد طال انتظارها”.
وحذرت السفارة من تفاقم الأزمات وأن على القادة اللبنانيّين التحرّك الآن لإنقاذ لبنان من كارثة اقتصاديّة شاملة، مشددة على أنّ “شعب لبنان يستحقّ مستقبلًا أفضل، من خلال المساءلة والشفافيّة وتحمّل المسؤوليّة وهي أمور أساسيّة لنهوض لبنان من جديد”.