غداً.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

ثقافة 2020/12/07
...

بغداد: يوسف محسن
بعد انضمام معرض العراق الدولي للكتاب المفترض افتتاحه العام الماضي، إلى العديد من الفعاليات الثقافية والفنية التي تم تأجيله بسبب أزمات وظروف آخرها تفشي جائحة (كوفيد-
19).
ينطلق معرض العراق الدولي للكتاب الذي تنظمه مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنونغداً الأربعاء على أرض معرض بغداد الدولي، بمشاركة 300 دار نشر من 21 دولة. 
كما يتوقع أن الكتب المشاركة ستضم نحو مليون عنوان تغطي مختلف الميادين المعرفية والإبداعية والفنية خلال فعاليات المعرض الذي سيستمر للمدة من9 إلى 19 كانون الأول الحالي.
ويأتي انطلاقه الذي سيكون تحت شعار (#هلا_بالكتاب)، في دورة تحمل اسم الشاعر مظفر النواب، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي وبالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار وبالتنسيق مع جمعية الناشرين والكتبيين العراقيين، بعد عودة الحياة إلى طبيعتها مع اتخاذ إجراءات الوقاية الصحية والتباعد الاجتماعي.
وقال منظمو المعرض إن إدارة المعرض ستفرض إجراءات احترازية صارمة للوقاية من انتقال عدوى الفيروس، إذ ستوفر الكفوف والكمامات فضلا عن بوابات تعفير ذكية وأجهزة أخرى لتعقيم الهواء داخل القاعات، مع وضع الإشارات والملصقات الخاصة بالتباعد الاجتماعي.
ومع الاجراءات التي اتخذت للتعامل مع وباء كوفيد-19 للحفاظ على سلامة المشاركين والزائرين واستئناف الحياة الثقافية، استعدت الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية العراقية لإجراء أعمال تصميم تشمل قاعات المعرض والحدائق والنافورات وغيرها. 
كما تشمل الأعمال الضرورية صيانة منظومات الكهرباء والتبريد والمجمعات الصحية والمرافق الخدمية الأخرى، وكذلك تزويد بوابات الدخول والقاعات بمنظومات تعقيم وتعفير تُعد الأحدث عالمياً.
  
فعاليات متنوعة
ويحتضن المعرض خلال أيامه الكثير من الفعاليات الفنية والثقافية والإعلامية، منها، أمسيات الرقص الشعبي والغناء والشعر، فضلا عن طاولات حوارية وندوات متنوعة، وجلسات استذكار لعدد من الموسيقيين والمثقفين والكتاب الراحلين، كما ستعقد ندوات عن الصحافة الثقافية والتاريخ والفلسفة والسينما والترجمة والاستشراق واللسانيات، وحلقات نقاشية عن النشر الحكومي. فضلا عن ذلك فعاليات ثقافية تحتفي بمنجز الشاعر الكبير مظفر النواب الذي ستوزع طبعة كتابه الخاصة بديوانه (الريل وحمد) مجاناً.
وأشار بيان صادر عن مؤسسة المدى إلى أن المعرض سيقام في خمس صالات كبيرة، منها جلسة للروائي المصري يوسف زيدان، والفنان التشكيلي فيصل لعيبي، والمطرب ياس خضر، والباحث ناجح المعموري، والشاعر موفق محمد، والروائي والصحفي والمؤلف السينمائي المصري إبراهيم عيسى، والكاتب والمفكر المصري جابر عصفور، والناقد فاضل ثامر، والفنان حميد منصور، والفنان حسين نعمة وغيرهم الكثير، كما وسيحتفي المعرض ايضا بذكرى مرور (50) عاما على صدور المجموعة القصصية (المملكة السوداء) للقاص محمد خضير، ومئوية الفنان الكبير الراحل جواد سليم، فضلاً عن استحداث منصة خاصة بتوقيع الكتب مع تخفيضات بنسبة 50 ٪ عن كل كتاب.
 
حالة ثقافية متفردة
وتعد تجربة تخصيص الممرات التي تفصل بين قاعات وأجنحة المعرض للكتبيين وبائعي نوادر الكتب في البسطيات بشارع المتنبي فريدة.
يقول مدير دار سطور للنشر بلال ستار محسن، إن “هذه الفكرة طرحت من قبل مكتبة سطور وتمت مناقشتها مع ادارة المعرض”. 
والفكرة، تعمل على انضمام أصحاب البسطيات من بائعي الكتب إلى المعرض ومشاركة دور النشر المحلية والعربية، لتجاوز فترة الركود التي تصاحب اي معرض كتاب، وتمتد لثلاثة أشهر وربما لأكثر من ذلك.
ويضيف مدير الدار، أن “هذا الأمر سوف يمنح بائعي البسطيات الشعور بالاهتمام من قبل ادارة المعرض، الأمر الذي يشكل عنصراً فولكلورياً في المعرض”.
ويكشف عن منح المشاركين من بائعي الكتب لتخفيضات تصل إلى أكثر من 50 ٪ من أجور الاجنحة التي تعتمدها دور النشر. 
أما الكُتبي أحمد العبادي فيرى أنها فكرة صائبة. ويقول، إن: دور النشر ستعمل على عرض الكتب الحديثة، أما اصحاب البسطيات والمكتبات فستكون مهمتهم عرض الكتب النادرة والمتفردة وغير المتوافرة في دور النشر، وذلك لقدم الطبعات. 
 من جانبه، يقول صاحب مكتبة بساتين المعرفة والمنسق لجناح شارع المتنبي في المعرض علي قاسم ياسين، إنه: لأول مرة في تاريخ معارض الكتب الدولية يتم استحداث جناح خاص لباعة كتب البسطيات والكتب القديمة من التراثية وغيرها.
وتهدف هذه المشاركة إلى تفعيل الشارع الثقافي (المتنبي) بعد مدة طويلة من التصحّر الفكري والثقافي، وكذلك المساهمة في فعاليات المعرض، فضلاً عن ذلك التنوع الملفت في العناوين والاتجاهات الفكرية والثقافية. 
وكمنسق لبائعي البسطيات، يقول قاسم: “تمت مشاركة الكثير من الكتبيين، إذ يتم تقديم تعهد خطي إلى ادارة المعرض بأن لا يعرض كتبا حديثة تعود لدور نشر محلية وعربية،وكذلك الكتب المزورة والمستنسخة، كما وله الحق في عرض كتب فردية متنوعة مثل التراثية القديمة 
المستعملة.
 كما وشرعت إدارة المعرض بتقديم تسهيلات تنظيمية ومادية مثل التخفيضات المالية وغيرها لرفع من معنويات اصحاب البسطيات في المتنبي الذين يشكلون حالة ثقافية متفردة في العالم العربي. 
ويطالب قاسم من المؤسسات الحكومية بدعم الكتاب العراقي عبر اقامة الندوات الثقافية والزيارات الميدانية لتنمية مجتمع القراءة.  
إلى ذلك، يُبين صاحب دار السومري للنشر والتوزيع حسين الجراح أن الكتب العراقية متنوعة، وهذه السمة منحت لشارع المتنبي لأن يشكل بورصة متكاملة، فضلا عن ذلك اصبحت عملية انتاج الكتاب والطبع والتوزيع تتطور خلال الأعوام الأخيرة، إذ تم كسر “التابوات” بشأن العناوين والموضوعات. 
لكن تطوير الكتاب لا يزال على نحو بسيط مقارنةبدور النشر العربية،بسببتوافر الدعم المالي لها، على حد قوله.
وتعد مشاركة الجراح وغيره في المعرض الآن مجازفة بسبب الوباء، والازمة الاقتصادية في البلاد على الرغم من مساعي ادارة المعرض ودعمها لإنجاح هذا المهرجان الثقافي الكبير، موضحاً أن، فكرة مشاركة باعي كتب البسطيات في شارع المتنبي في أجنحة المعرض استثنائية ومهمة.