شعارات قاتلة

آراء 2020/12/07
...

 كاظم الحسن

 
أعتقد أننا قد عشنا، حقبة شعارات مميتة، اعدتنا لحروب عبثية متواصلة، ولا اقول كما قال الشاعر نيرودا في عنوان مذكراته (أشهد أني قد عشت ) بل اني قد حاربت بلا طائل.
فحين تسمع هذا البيت الشعري الخرب في المعنى والغاية (وطن تشيده الجماجم والدم/ تتحطم الدنيا ولا يتحطم)، ينتابك شعور بأن قائله ومن يمجد مثل هكذا افكار، بحاجة الى  مصحة نفسية، لأنه يعيش حالة هلوسة مدمرة، سوف تترك آثارها لاحقا على الأجيال، او بالأحرى الحاضر والمستقبل، الغريب في الامر لماذا الدماء تبني الأوطان؟ ونحن هنا نتحدث عن العدوان على الدول الأخرى وليس الدفاع عن النفس، او هتافات مثل (بالروح بالدم نفديك ياصنم)، هل السلطان اكبر من  الشعب ام العكس؟ وكيف لمن يظهر هذا الخضوع والطاعة، يمكن أن يحاسب الحاكم او يمنعه من اقتراف حروب لا معنى لها، سوى لارضاء نزواته وحماقاته المتكررة.
شعارات الدم تتزايد في حقل الدكتاتورية والاستبداد، ومنها ما يسمى الدفاع عن البوابة الشرقية او الحرب، نيابة عن العرب ولم يأخذ رأيهم في الحرب، وحين أراد أن يأخذ فاتورة الحرب، من دول الخليج التي كلفت العراق المزيد من الضحايا بلا طائل وخسارات هائلة اقتصادية واجتماعية وسياسية، ما زلنا نعاني من اثارها، جوبه بالرفض ما أدى الى حرب أخرى، وهكذا شعارات تحولت  الى ما يسمى عودة الفرع الى الاصل، ليبدأ فصل جديد من المأساة، تسطره شعارت الدم المسفوح على حراب الاوهام والعنجهية والغطرسة الفارغة، بل ان الشعارات  الخداعة كثيراً من تخفي في باطنها او- ما يسمى المسكوت عنه او اللا مفكر فيه- العنف والقوة والدم لأنها تحسب باقي الدول العربية بلدانا، ولذلك لا بد من استخدام قوة فرض الضم على باقي الدول العربية، وهذا ما جعل العراق كبش فداء لهذه الاوهام والشعارات القاتلة، فكان العراق في حالة حرب دائمة مع محيطه عبر ما يسمى الدفاع عن البوابة الشرقية، كأنه ناطور لها،  او العدوان على الكويت او تكوين ما يسمى بالقوى الجاهزة للحرب دائماً، وقد اطلق بضعة صواريخ استعراضية على اسرائيل، ليدغدغ مشاعر العرب ويدفع العراق بعدها، تعويضات من جراء هذه السياسة المتهورة، والتي لامعنى لها. 
الانسان هو القيمة الكبرى على الارض وهو اغلى رأسمال، ولايمكن باي حال ان يكون رهينة شعارات دامية، تسفح دمه على محراب الدكتاتوريين، يقول الشاعر فاضل العزاوي في مذكراته، عندما كنا في اول الشباب، كنا نردد مقطعا شعريا لم نفقه معناه في ذلك الوقت، وهو (سوف نحطم هذا العالم ونعيد بناءه من جديد) بعدها تحطم علينا هذا العالم ولم نعرف كيفية الخلاص منه كما يقول.