زينب صاحب
كان الفنان و الاعلامي ذوي هيبة ومكانة عالية في المجتمع وهذا ما اعتدنا عليه في السنوات المنصرمة قبل انفتاح العالم على بعضه ليصبح قرية صغيرة، كما تنبأ ماكلوهان .
اليوم وبعد أن اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حياة كل منا من خلال الشبكة العنكبوتية حتى وصلنا الى ما نحن عليه من الابتذال والاسفاف اللذين طالا الجميع ولم يسلم منهما حتى المشاهير من فنانين وممثلين، و اعلاميين، ونجوم رياضة وغيرهم، فقد اخترقتهم هذه المواقع ايضاً مثلما تخترق دودة الفاكهة فريستها ممتدة الى اعماقها متلفةً معها كل ما مرت به من قشور ولبة، لينصاع حينها الجمهور وراء الحسابات الرسمية للنجوم وكل حسب اهتماماته، وانكشفت لنا يومياتهم ومشكلاتهم الاسرية وخصوصياتهم بحذافيرها بعد ان كان يلفها الغموض، فالمتلقي سابقاً يعد الأيام والأسابيع ليطل عليه فنانه المفضل ويسمع اخر أخباره التي صارت تعرضها لنا"قصص انستغرام وسناب شات" وكأننا نعيش معهم ونقاسمهم الحياة، لعل هذا الأمر في بادئه كان جميلاً، الا ان هناك نجوما نزلوا الى القاع والدناءة وراحوا ينشرون أدق تفاصيلهم ولم يبق سوى"الحمام وسرير النوم" لم تدخلهما كاميرات هواتفهم لتسقط بذلك كل المفاهيم والمبادئ التي اعتدنا عليها مع سقوط هؤلاء من أعين محبيهم ومتابعيهم، فهناك من نفر من هذه البرامج بل وقام بإزالتها، اذ انه لم تعد تستهويه تلك المشاهد مثلما كانت في السابق وربما هذا يعود الى الاشباع الذي وصل اليه الجمهور.
لا أرى ان ذلك مهم، فماذا يهمني ان رأيت فلانة من النجمات ذهبت الى السوق واخر يتناول الطعام مع زوجته؟!
ما الفائدة من متابعة كل هذا التفاخر بأعياد ميلادهم ومناسباتهم وبأي منفعة سيعود على المجتمع؟
الفنان له عمله الذي يقدمه لجمهوره ويمتعهم به والإعلامي له مهنته بنقل الأخبار والأحداث
للمتلقين .
ما لي أرى الكل "يستعرض حياته، ويستقطب متابعين، ويقدم اعلانات، ويجني المال"!
ولم يكتف البعض بهذا فحسب بل هناك من الفنانات اللواتي لهن تاريخ عريق بالفن، و فجأة تخرج لنا باعلان عن منتج "لتكبير الأرداف" وأخرى تدعي انها استخدمت منتجاً معيناً وتنصح به متابعاتها دون أدنى معرفة عنه، لا ننكر أهمية هذه التطبيقات الالكترونية في حياتنا وبالتأكيد نحتاج بين الفترة والأخرى لمتابعة أخبار المشاهير، ولكن بالحد المعقول الذي يبقي النجم محافظاً على صورته لدى جمهوره ومحبيه .