بيت بلا أبواب ولا شبابيك !

الصفحة الاخيرة 2020/12/09
...

زيد الحلّي
 
قد يعتقد البعض أن العنوان يتطرق الى بيوت الصفيح او بيوت العشوائيات، حيث لا شبابيك ولا ابواب، مجرد  هياكل تضم الاجساد التعبى، لكن الحقيقة اني اعني الوطن الحبيب، فقد بات مركبة بلا مقود، تسير على هدى الريح بقدرة قادر، وحتى لا اطيل في الكلام، اقول انني منذ أن استمعتُ الى حديث وزير التخطيط، وقبله اشارة وزير المالية، اعيش في حالة من الغثيان والتعب النفسي، اذ ذكرا أن عدد موظفي الدولة، ( كل من يتقاضى راتباً حكومياً، من المدنيين والعسكريين وغيرهم) غير معروف، وليست هناك مؤشرات لمعرفة ذلك في القريب 
العاجل! 
كيف وصل الحال بنا الى هذه الصورة؟، ان القطاع الوظيفي يشبه تماما الاسرة، والدولة هي الاب، فهل من المنطقي، ان الاب لا يعرف عدد افراد اسرته، وماهي احتياجاتهم، عجيب هذا الامر!
لا جديد في قولي، إنّ التخطيط ومعرفة جوانب الوطن، اجتماعيا وسياسيا وعسكريا، هو دأب الحكومات المتطلعة نحو الأفضل، والساعية الى التقدم والتطور المستمر، أما الحكومات التي تقود البلاد بلا أهداف وبلا تطلعات، وبلا رؤية للمستقبل، وبلا رغبة في تطوير المجتمع، فإنها لن تفكر إلّا في اللحظة الآنية، وما اكثر المسؤولين الذين يعيشون اللحظة فقط، ولا ينظرون الى الغد، لذلك نجد المشكلات تتراكم، والاسى يأكل قلوب المواطنين، والفقر يدق الابواب الكريمة، وتنمر حديثي النعمة يزيد من غضب المواطن.
ترى من المسؤول عن فقدان خارطة العمل الوظيفي،  اكيد انها الفوضى، فالتعيينات غير المبرمجة لأهداف باتت معروفة للجميع، وخلو الوزارات من قاعدة بيانات ذات طبيعة احصائية متخصصة، وعدم الاكتراث بتقديم الاسماء والاعداد الى وزارة التخطيط، هي الغول الذي ابتلع الاخضر واليابس، وجعل البلد محط استغراب العالم،  فمعرفة عدد منتسبي اي دولة، هو تحصيل حاصل، كون ذلك دلالة على المركزية التي تؤسس للتخطيط السليم في كل مناحي الحياة، سادتي مسؤولي الدولة، اننا ندرك، انكم استلمتم فضاءً مرتبكا وظرفا اقتصاديا عصيبا، والمناكفات مستعرة، والقيل والقال زاد عن حده، لكن تيقنوا، ان التخطيط خير من اللاتخطيط، وبه نعبر إلى  ضفة الامان.