قاسم موزان
لعل المنعطف الخطير الذي واجهه العراق في معركته ضد العصابات الارهابية بأشكالها الاجرامية، هو سيطرة داعش على اجزاء واسعة من البلاد، ومنها نينوى الحضارة والعمق التاريخي الغائر في القدم، في تخطيط مسبق من دول اقليمية واخرى اجنبية معادية، وسعت العصابات الاجرامية الى تمزيق النسيج المجتمعي للمكونات المتآخية، وصبت داعش مكبوتات عقدها النفسية المتشابكة وتفريغ عنفها المتأصل، باتجاه المسيحيين واجبارهم على النزوح من مدنهم، والا فرض الجزية عليهم، وما تعرض له الايزيديون يفوق الوصف في جبل سنجار ويعد الاشرس و الاعنف، حيث استباحت داعش المكون الايزيدي المسالم بقتل الرجال وسبي النساء و بيعهن في سوق النخاسة في مدينة الرقة السورية، وباسعار بخسة إمعانا باذلالهن، وشكل ذلك بصمة عار في جبين الانسانية، ودمرت العصابات الاجرامية كل ما هو قائم على الارض، من دور للعبادة وآثار تاريخية، تعبر عن اصالة العراق، وهي من دون ادنى شك لا تروق لايدلوجيتها العنفية، ولم يسلم احد من الايذاء الجسدي واللفظي لابناء الموصل الحدباء .
احتلال الموصل اصاب المؤسسة العسكرية بهزة عنيفة في بنيتها، جراء احتلال الموصل بغفلة تاريخية لا يمكن تبريرها، تحت اي مسوغ، ولعب الاعلام المضاد دوره في تضخيم هزيمة الجيش المتواجد هناك، واخذت تبث الشائعات المغرضة لابقاء سيف داعش المسلط على رقاب اهل الموصل، مع كل ما جرى من انتهاكات مرعبة، الا ان التحضيرات كانت جاهزة لتحرير المدينة واعادتها الى احضان الوطن، خصوصا بعد تقهقر الزمر الاجرامية في محافظتي صلاح الدين والانبار، لم يبق امام القوات المسلحة الا معركة الحسم لتحريرها من براثن داعش، وخاضت قوات الجيش وجهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، معارك شرسة ضد عصابات داعش الارهابية في جغرافية معقدة، خصوصا الساحل الايمن القديمة ذات الطابع الشعبي، ولم تهمل القوات المسلحة الجانب الانساني للحفاظ على ارواح المدنيين العزل وانقاذ حياتهم، شكل ذلك اعادة ثقة المواطن بأبطاله، الذين حققوا النصرعلى أعنف جماعات اجرامية عرفها التاريخ، رافق تلك المعركة الاعلام الوطني الحريص على وحدة الوطن واسقراره، حتى تشكلت وحدة اخبارية مشتركة في شبكة الاعلام العراقي، لتغطية اخبار النصربمهنية عالية، وسلطت الضوء على انسانية الجندي العراقي، وكان نصرا بحجم هيبة
وطن.