إياد مهدي عباس
كان قدر العراقيين أنْ يخوضوا معارك عديدة في فترة زمنية قصيرة مع أطراف متعددة إلا أن الحرب على داعش كانت مختلفة فهي حرب وجود يتوقف عليها مستقبل ومصير العراقيين جميعا، ولذلك يشكل الانتصار فيها حدثاً مهماً في ذاكرة العراقيين فتلك العصابات كانت تشكل خطراً كبيراً على وحدة وسلامة الشعب العراقي وتهدد مستقبله ووحدة نسيجه الاجتماعي .
الدروس التي أدركها الشعب العراقي من مواجهة الإرهاب والانتصار عليه كثيرة أهمها ان تلك العصابات كانت تسعى إلى تدمير مشروع بناء الدولة العراقية وإننا لا يمكن ان ننتصر عليها الا بوحدة الكلمة ورص الصفوف وهذا ما حصل وانتصر العراقيون على قوى الشر التي فشلت في هزيمتها اعتى قوى العالم كالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة
الأميركية.
المواطن العراقي ولا سيما الذي يعيش في المناطق المغتصبة اكتشف أخيرا الشعارات المزيفة التي جاءت بها تلك العصابات الإرهابية وهي تحمل معها مخططات التقسيم وإضعاف العراق وتدمير البنى التحتية وزعزعة الأمن والاستقرار وصولا الى إثارة الفتنة الطائفية والترويج للحرب الأهلية بين مكونات الشعب العراقي.
ولقد أدرك الشعب بكل مكوناته ان الضامن الوحيد لأمنه واستقراره هي الدولة والقوات الأمنية وليست عصابات إرهابية لا تحمل اي مشروع لبناء الدولة بل كانت تنفذ أجندات طائفية وإقليمية ودولية لتدمير العراق.
ومن هنا جاءت المواقف الوطنية لجميع المكونات العراقية للوقوف في خندق واحد لمقاتلة الإرهاب وتحقيق النصر عليه في العاشر من كانون الأول من عام 2017 ليبقى هذا التاريخ عالقا في ذاكرة العراقيين يحتفلون به كل عام ويستذكرون التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء القوات الأمنية وأبطال الحشد الشعبي ورجال العشائر الشرفاء والتي سجلها التاريخ بأحرف من نور وستبقى نبراسا لكل المقاومين والمدافعين عن
أوطانهم .
ونحن نحتفل بعيد النصر لابد من القول باننا انتصرنا على الارهاب وتم تطهير الارض من العصابات التكفيرية الا اننا ما زلنا امام حرب اخرى وهي محاربة الفساد لان الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة وان المعركة مع الفساد اشد قوة كما اشارت المرجعية الدينية ولهذا لابد ان نكون جميعا في خندق واحد لتحقيق النصر على الفساد والحفاظ على المال العام من حالة الهدر التي دامت سنوات طويلة .