يبقى الانتصار الكبير والعظيم على عصابات داعش الاجرامية واحدا من اهم الصفحات البطولية، التي سطر ابطال القوات العراقية المسلحة والحشد الشعبي الباسل من خلالها، العديد من الملاحم الخالدة، حين خاضوا واحدة من اصعب انواع القتال والمعارك ضد اشرس عصابات اجرامية، تمكنت ونتيجة لظروف صعبة مرت بها البلاد والمنطقة من السيطرة على مساحات ليست بالقليلة من ارض العراق.
لقد كانت هذه العصابات شرذمة من عتاة الاجرام والتوحش، التي قامت بممارسة جرائم القتل والترويع والارهاب بحق ابناء المناطق والمدن المحتلة، حيث ازدحم تاريخها البشع بآلاف من جرائم القتل والابادة الجماعية والارهاب وقتل الناس، على اساس هوياتهم الدينية ومكوناتهم المذهبية وانتماءاتهم، فضلا عن خطابات ظلامية وتكفيرية استندت الى نصوص مزيفة وقديمة، لم يعد لها مجال للتطبيق في زماننا الحديث، كالرقيق واستعباد النساء وقتل الرجال والذراري وفرض الجزية على شكل دنانير ذهبية، اضافة الى تحريم السجائر والهواتف المحمولة واجهزة الكمبيوتر وغيرها من المفاهيم والسلوكيات البعيدة عن التحضر والمدنية، والتي تدعو ايضا الى التخلف الحضاري والسلوكي الممزوج باعمال وحشية واجرامية عجز اعتى المجرمين في التاريخ عن القيام بها .
كان العراق نقطة محورية ومهمة في مخطط هذه العصابات الاجرامية، حيث اعدت العدة للسيطرة على كل الاراضي العراقية من اجل الوصول وتهديد كل الدول المجاورة له، بل ان هذا المخطط الجهنمي كان يهدف ايضا الى اجتياح الاراضي السعودية والوصول الى المدينة المنورة، حيث ضريح الرسول الاعظم (ص) وتدميره، كان امل وحلم العصابات الاجرامية بالسيطرة على الاراضي العراقية واستباحتها والفتك بشعب العراق وابادته متواصلا، لكن هذا المخطط تقوض وتدمر في النهاية على يد الابطال من منتسبي القوات العراقية المسلحة بجميع صنوفها، اضافة الى الحشد الشعبي الذين سطروا الملاحم والتضحيات الغالية والنفيسة في التصدي لعصابات داعش الاجرامية ودحرها، حيث بدأت اولى ملاحم التحرير من ارض امرلي، ومن ثم الى جرف النصر وصولا الى مناطق شرق ديالى والفلوجة، ومن ثم الى صلاح الدين والانبار قبل ان ينتهي خط الهجوم عند ارض الموصل، التي كانت لها رمزيتها ومكانتها الوطنية، حيث كان المخطط العام لتحريرها يتطلب الدقة والمهارة في تنفيذ صفحات المعارك، حفاظا على اراح المدنيين، الذين كانت تتخذ منهم عصابات داعش دروعا بشرية، لكن هذا لم يكن مانعا امام القطعات المحررة من طرد عصابات داعش من تلك المناطق وفق اسلوب القضم البطيء والتدريجي للمناطق، اعتمادا على المعلومات الاستخبارية الدقيقة ونصب الكمائن لتلك العصابات وفلولها التي لاذت بالفرار، امام الصولات البطولية للقوات العراقية المتقدمة، والتي شرعت بعملية التحرير، فكان النصر النهائي العظيم بتحرير الموصل وطرد العصابات الاجرامية من جميع مدنها وأراضيها وحتى الحدود السورية المجاورة .
لقد انتهت عملية التحرير لجميع الاراضي والمدن، التي كانت محتلة من قبل عصابات داعش التي خسرت ثلثي قدرتها القتالية، نتيجة للضربات القتالية التي وجهت لها من قبل قواتنا المسلحة، قبل أن تخسر ايضا اكثر من نصف الثلث المتبقي خلال عمليات التحالف الدولي في داخل الاراضي السورية، ,فضلا عن ان عصابات داعش الارهابية، قد خسرت جميع قيادات الصفين الاول والثاني سواء داخل العراق او خارجه، كما ان زعيمه المجرم ابو بكر البغدادي قتل في عملية نوعية وخاصة داخل الاراضي السورية، لقد كان دفاع العراقيين عن بلادهم دفاعا عن باقي دول المنطقة وحماية لها من اجرام وتوحش عصابات الشر والارهاب التي اجهضت مخططاتها واحلامها على ارض الرافدين، التي تغنى ابناؤها بأناشيد النصر والبطولة في النهاية .
ثلاثة اعوام من الكفاح والالم والقتال المرير مرت، لكنها كانت ضرورية لفتح الطريق نحو النصر وصناعة ملحمة التحرير الكبرى، التي تبقى صفحاتها مطرزة بالمآثر عن بطولات وتضحيات، قدمها ابناء العراق الاشاوس دفاعا عن بلادهم وارضهم .