يوم للتفاهم بين «المركز والإقليم»

آراء 2020/12/13
...

 حمزة مصطفى
 
 
بدءاً من أيام العرب في الجاهلية التي كانت أيام حروب ووقائع كثرت في العصور الأخيرة أيام التسامح والتفاهم، لا أعرف إن كانت للاخوة الكرد أيام في جاهليتهم مثل أيامنا، بل لا أعرف إن كانت لهم جاهلية أصلا، يكون قد برز فيها أمثال أمرئ القيس الذي ذهب خائبا الى قيصر، فمات معذورا في طريق العودة، أو طرفة بن العبد الذي تحامته العشيرة، فأصبح فأفرد مثل البعير المعبد، أو عنترة بن شداد الشاعر والفارس معا, أو لبيد بن ربيعة العامري صاحب أجمل المعلقات ومنها بيته العظيم «وجلا السيول عن الطلول .. كأنها زبر تجد متونها أقلامها». 
لندع الأيام الخوالي التي حولناها الى مكتبات كاملة من الأبحاث والدراسات بما فيها المجلدات التي تحاول تغطية يوم أو يومين أحيانا، خصوصا إذا كانا من طراز يوم عماس أو حتى جزء من يوم على غرار ليلة الهرير، أقول لندع كل ذلك التاريخ بسلبياته وهي كثيرة وايجابياته إن وجدت ونمضي مع الأيام التي ابتكرها الإنسان المعاصر وما زال يبتكر المزيد منها، فهناك يوم للمرأة ويوم للعمال ويوم  للطفل ويوم لذوي الاحتياجات الخاصة ويوم لحقوق الإنسان ويوم للأم ويوم للأب على «الواهس»، وربما أيام كثيرة أخرى إن استمريت فيها ينتهي الحيز المسموح لي من دون تحديد الهدف من العنوان.
المركز وهو الحكومة الإتحادية في بغداد والإقليم هو إقليم كردستان وعاصمته أربيل، ماذا بهما؟ أليس يحكمهما الدستور الذي حدد أسس الفيدرالية؟ ، لا دستور يحكمهما ولا بطيخ، ما يحكمهما مزاج سياسي، ضاج منه مطار بغداد ومطار أربيل بسبب كثرة الوفود الغادية والرائحة والتي تريد عند كل مباحثات إيجاد الحلول للقضايا العالقة، هذا يحصل منذ سنوات، ومرشح للاستمرار الى سنوات وسنوات مقبلة من دون أن نعرف ماذا بحثوا وعلى ماذا اتفقوا وما هي القضايا العالقة، ولماذا تستمر في «العلوق»؟ 
قناعتي أن كلا الطرفين، إما لا يملكان الحل أو لا يعرفانه، وبالعودة الى ظاهرة ابتكار الأيام فلماذا لا نقترح يوما سنويا للتفاهم بين المركز والإقليم نطلق عليه يوم التفاهم «بين المركز والإقليم» ندبج خلاله بيانات التهنئة وربما نفتتح مشاريع أو نقيم فعاليات، أليست هذه أكثر جدوى؟