زينب صاحب
باتَ من الصعوبة التمتع بممارسة النشاطات اليومية وقضاء الأوقات الجميلة مع الأهل والأصدقاء خارج المنزل، فالكل يمسك بهاتفه النقال من أجل توثيق لحظاته، وهذا العمل رائع لخزنها في الذكريات والاحتفاظ باللقطات البريئة، إلا ان الأمر خرج عن السيطرة وبشكل مزعج، في النزهة الاخيرة مع أسرتي لحديقة الزوراء، كان التوتر سيد الموقف، فلم أستطع أن أحظى بوقت خاص مثلما كنا في السابق، بالتمتع بالألعاب، ونحن مستمتعون كان هناك من يقوم بتصويرنا، وعندما ارتجلنا في الحدائق ظهرت صورنا مع العشرات، حين كانوا يوثقون لحظات الآخرين، وفجأة صرخت فتاتان من دون سابق إنذار وكلتاهما تقوم بالتصوير قائلات" يا لها من صدفة"نعم انهما صديقتان التقيتا على غير موعد في هذه الحديقة، ومن المؤكد أن وجُوهنا ظهرت معهما في تصوير"السناب
شات".
ليس هناك ضير بالتقاط الصور ومقاطع الفيديو التذكارية، ولكن يجب الانتباه من عدم ظهور الموجودين معنا، لأنه من الممكن أن يتسبب ذلك بمشكلة لأحدهم"فالسوشيل ميديا"،عالم مفتوح ولغطه كثير، وهذا ما حدث مؤخراً، عندما نشرت"فاشنيستا"صورةً لها في أحد المطاعم، وخلفها كانت تجلس مجموعة صديقات وهنّ يدخننّ الأركيلة، لترى والدة إحداهنّ الصورة في موقع"الفاشنيستا"وأخبرت والدها بذلك مما أدى لوقوع خلاف أسري كبير، ولعلَ مشاهير"السوشيل ميديا"هم أكثر المعنيين بأخذ الحيطة والحذر، قبل نشر أية صورة لهم في الأماكن العامة على حساباتهم
الرسمية.
تساءلت لبرهة أين نجد الخصوصية، في المنزل مثلاً؟ الجواب لا، حتى داخل البيت لم يعد مكانا مناسبا، ففي كل أسرة، هناك من يوثق موائد الطعام، ويلتقط الصور المفاجئة للموجودين، ولاحقاً يقوم بنشرها على حسابه الخاص، والمفارقة المضحكة بين ذلك هي المرضى من النساء داخل العيادات الطبية، اللواتي يوثقنّ صور التحاليل والأشعة ووصفات الطبيب، من دون داع الى ذلك التصرف، وقد حدث ذلك ذات يوم حينما راجعت إحدى العيادات
الطبية .
فأين الخصوصية؟!، حتى وان كان ما يحدث بالصدفة ونشر تلك الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي؟ فليس من المعقول ان نرى صورنا تظهر فجأة على مواقع التواصل الاجتماعي او
غيره؟.