اطرد التشاؤم عنك

ثقافة 2020/12/22
...

 حسين الصدر 

- 1 -
يزرع التشاؤم صوراً مِن الخيبة المرّة في النفوس، ويسمحُ للهواجس المرعبة أنْ تسبح في فضائه لتنغص على الانسان عيشَه وتُذيقَه كؤوسَ العناء، فيظل مجهداً مرهقاً ينوء بالأعباء
 الثقال.
والتشاؤم يُوصد أبواب الأمل ويُطفئ كل الشموع..، ولا يبقى الا النفق المُظلم الذي لا يزداد معه الانسان الاّ كآبةً 
وحسرات.
 
 - 2 -
انه يُحمّلُكَ هموماً عن أيام لم تَعْشِها بَعْدُ، وبهذا يُضيف أثقالاً على أثقال.
 
- 3 -
وهناك " أبواقُ" تُحسن فنّ إشاعة الخوف والقلق في النفوس ...
فتزيد الطين بلةً ويُطلعُ في آفاق الوضع المأزوم سحائب 
داكنة.
 
- 4 -
ولا ينبغي لأحد أنْ يستسلم ويضعف إذا ما اعتملتْ في نفسه مِثْلُ تلك الأحاسيس والهواجس السلبية، 
بل لابُدَّ أنْ يكون ذا مناعةٍ وحصانة تُخرجه منتصراً من معركته الضارية مع الأوهام والأخيله السوداء.
 
- 5 -
لقد كتب اليّ في ثمانينيات القرن الماضي صديقٌ عزيز – وكنّا يومها في دمشق قد افترسته الأوهام حتى ساوَرَتْهُ مخاوفُ الانتقال من هذا العالم الى العالم الآخر بسببها 
فقال:
 
مريضٌ يا أخا العليا وإنيّ
أُقاسي قُرحةً أو قُرْحَتَيْنِ
وعِلةُ غربتي داءٌ عضالٌ
سَيَقْتُلني خِلالَ الليلتَيْنِ
وطبُّك يا (حسين الصدر) لطفٌ
فعالِجْ فيهِ داءَ العَلِتيْنَ
فأجبته قائلا:
يعزُّ عليَّ يا حُلوَ السجايا
بأنْ أَلقاكَ تَشكُو قُرحَتَينِ
إذا أَلَمٌ أصابَكَ أو سقامٌ
أصابَ حشايَ يا انسانَ عَيْنِي
وإمّا شئتَ أنْ تغدو مُعافىً
بريئا من شجون العلتَيْنِ
فَدَعْ عنكَ التشاؤمَ واطَّرِحْهُ
وأَبْعِدْ عنكَ ذكرى الليلتَيْنِ
 
 -    7 -
انّ للإنسان المؤمن ثقته بربّه الرؤوف الرحيم، الذي أسبغ عليه النِعَم والآلاء وبين اليأس والتشاؤم ولسان حاله 
يقول:
كما أَحسنَ اللهُ في ما مضى
كذلكَ يُحسنُ في ما بِقِي
وما خاب مَنْ أحسَن ظَنَّه بِرّبِه ولم ينقطع عن استمداد العون منه، فهو نعم المولى ونعم النصير
 
- 8 -
اللهم اكتب للعراق وأهله خير ما تكتب لعبادك المرضيين عندك من الأمن والاستقرار والازدهار وارفعّ عنهم أخطار الوباء والبلاء
إنك على كل شيء قدير.