سراب

ثقافة 2020/12/23
...

بدر شاكر السياب
بَقايا مِنَ القافلة 
تُنيرُ لَها نَجمةٌ آفلة طَريقَ الفَناءْ 
وتُؤنسها بالغناءْ شِفاهٌ ظِماءْ تهاويلَ مرسومةً في السراب 
تُمزِّقُ عنها النقاب عَلى نظرةٍ ذَاهلة 
وشوق يُذيب الحدود ظِلالٌ على صَفحةٍ 
باردة تُحرِّكُها قبضةٌ مَاردة 
وتَدفَعُها غِنوةٌ بَاكية إلى الهاوِيَة 
ظِلالٌ على سُلَّمٍ من لَهيب رَمى في
 الفَراغِ الرهيب 
مراتبه البالية 
وأرخَى على الهاوية 
قناعَ الوجود 
سنَمضي ويبقَى السَّراب 
وظِلُّ الشِفاه الظماء 
يُهوِّمُ خَلف النِّقاب 
وتمشي الظِلال البِطَاء على وَقعِ 
أقدامكِ العارية إلى ظُلمةِ 
الهاوية وننسى على قِمةِ السُّلَّمِ 
هَوانا فلا تحلُمي 
بأنَّا نعود.