محمد صادق جراد
تعودنا أن تمر الأعوام بوتيرة متسارعة، إلا أن عام 2020 لم يكن كذلك حيث مرت أحداثه بطيئة وصعبة على العالم وعلى العراقيين بصورة خاصة، مازالت تداعياتها مستمرة وربما ستدوم لوقت طويل. وعندما نستعرض شريط الأحداث لعام 2020 نجد ان ابرز أحداثه كان انخفاض أسعار البترول وتفشي فيروس كورونا، حيث ظهرت أعراض جائحة كورونا لأول مرة في العراق في شهر شباط 2020 وانطلقت معها الكثير من الأزمات الاقتصادية والصحية والاجتماعية وودعنا أشخاصا واسماء مهمة كالكابتن احمد راضي والكابتن ناظم شاكر وعكست الأزمة حقائق كثيرة أهمها ضعف البنى التحتية في المؤسسات الصحية، كما عكست ضعف في الوعي المجتمعي، بالرغم من دور الإعلام والمنظمات الإنسانية في التوعية بخصوص الجائحة، ولقد كان فرض حظر التجوال لأسباب صحية امرا جديدا على العراقيين، حيث فرضت الحكومة حظرا للتجوال وأصبحت شريحة كبيرة من العراقيين بمواجهة أزمة اقتصادية حقيقية، لغياب الإجراءات الحكومية المناسبة ولقد تم تعطيل المدارس والجامعات فكان عاما صعبا على العراقيين .
وعندما نذكر أحداث 2020 المهمة، لابدّأن نذكر التصعيد الخطير بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران والذي حدث على الأراضي العراقية واستهداف قائد فيلق القدس مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد ابو مهدي المهندس في الثالث من كانون الثاني .
اما الأحداث السياسية التي شهدتها الساحة العراقية فهي تكليف السيد الكاظمي لمنصب رئاسة الوزراء في شهر ايار من 2020 استجابة لمطالب المتظاهرين في التغيير، وفي هذا الاطار قام المكلف بالدعوة لانتخابات مبكرة وقدم ورقة الإصلاح الاقتصادية بعنوان الورقة البيضاء والتي اثارت الجدل في العديد من نقاطها وتفاصيلها .
ونحن نستعرض احداث عام مضى، فلايمكن أن نتجاهل الأوضاع الصعبة، التي مرت على الموظف العراقي من تأخير في صرف الرواتب بسبب الأزمة المالية المترتبة من عدم اقرار الموازنة، وان الحديث عن تأخير الرواتب يجرنا الى الحديث عن تظاهرات اقليم كردستان، التي انطلقت للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة بسبب السياسات الخاطئة لحكومة الاقليم وعدم الوصول الى حلول واقعية للازمات مع الحكومة المركزية .
في الختام نقول بأن أحداث 2020 لم تكن سعيدة على العراقيين وعلى الحكومة ان تسعى الى ايجاد حلول مناسبة للازمات الاقتصادية، التي يعاني منها المواطن بشرط ان تكون تلك الحلول حقيقية تصب في مصلحة العراق بما لايمس مصلحة المواطن .