ملفات بين يدي العام الجديد

آراء 2020/12/28
...

  عبدالزهرة محمد الهنداوي

سيرحل، عام 2020، غير مأسوف على رحيله، بعد الكم الكبير من (دگاته الناقصة) مع العراقيين على مدى أيامه واسابيعه، وأشهره، حيث دخل علينا، بصحبة "كوفيد-  19" الذي فتك بنا، وخطف منا احبة وأصدقاء، فضلا عما سببه من انكماش اقتصادي، نتيجة توقف الكثير من الفعاليات الاقتصادية والتنموية، التي أكملتها أزمتنا المالية، بسبب انهيار أسعار النفط، وما سببه ذلك الانهيار من انكشاف لواقعنا الاقتصادي المتهالك، بسبب الإفراط في الاعتماد على النفط واهمال باقي القطاعات الإنتاجية، ولم يرحل 2020 الا بعد ان ختم أيامه المليئة بالبؤس، بأزمة جديدة، تمثل امتدادا  لما سبق، 
فقد كانت قضية خفض سعر الصرف للدينار العراقي، مقابل الدولار الاميركي، الشغل الشاغل للجميع من دون استثناء، ناهيكم عن أزمة الموازنة وما تواجهه من عجز غير مسبوق، والقلق الكبير الذي بات يطبع حياة الناس، خوفا من المجهول!.
هكذا يرحل عام 2020، مسلّما الرايةَ لخلفه 2021، الذي يبدو انه سينزل  إلى الساحة من دون جمهور، بعد ان اتخذت الكثير من الحكومات قرارات، تمنع التجمعات والاحتفالات بحلول العام الجديد، خشية تسلل فيروس كورونا بسلالته الجديدة، التي بدأت تضرب دول أوروبا مؤخرا، ولكن في المقابل، ستكون على طاولة العام الجديد، ملفات كثيرة وخطيرة، 
تمثل تركة ثقيلة من سلفه، مطلوب منه، البحث عن حلحلة وحلول ومعالجات لهذه الملفات، ويأتي الملف الاقتصادي وتفرعاته في مقدمة هذه  الملفات الضاغطة التي ينبغي النظر فيها،  فهل ستشهد أسعار النفط  تحسنا، لتقليل عجز الموازنة؟، هل ستكون للقطاعات الإنتاجية الأخرى مساهمة في  حل المشكلة؟ هل سيمضي ميناء الفاو من دون معرقلات؟ هل ستشهد بغداد الشروع بتنفيذ مشروع قطارها المعلق؟، هل سنبني الف مدرسة من مخرجات اتفاق الصين؟ هل سيتم إنجاز مشاريع المستشفيات المتأخرة؟، هل سننجح في إنقاذ اكثر من 6 آلاف مشروع من التوقف؟، هل سننجح في اجراء الانتخابات المبكرة في حزيران؟ هل ستمضي إجراءات تنفيذ التعداد السكاني في شهر تشرين الثاني؟، هل سينعم الفقراء بحياة افضل من خلال زيادة مبلغ الرواتب 
وتوسيع شبكة الشمول؟، هل ستشهد الكهرباء الوطنية تحسننا في ساعات التجهيز، بعد التراجع الكبير في الايام الأخيرة من العام الراحل؟ هل سننجح في المحافظة على استقرار أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، بعد أن قفزت بسبب خفض سعر الصرف للدينار؟، هل سنتمكن من  حصر السلاح المنفلت، بيد الدولة؟، وسوى ذلك  الكثير من الملفات التي تثار بشأنها الكثير من التساؤلات، إذا عرفنا الإجابة عنها، ستتضح لنا ملامح صورة العام الجديد، وفيما إذا كان سيقتفي اثار سلفه، ام انه سيكون مختلفا تماما.
"ستبدي لك الايام ماكنت جاهلا/ ويأتيك بالأخبار مَن لم تُزود"