ابراهيم قوريالي
لا تخلو أية قصيدة تركمانية قومية من كلمة الوطن والعراق والجيش والرافدين مطلقاً، فقط تختلف المعاني من شاعر إلى آخر عند وصفهم الوطن بأجمل الصفات التي تليق به حقاً وتليق بقدسيته وبشرفه وعزه وسمعته، ناهيك عن شحذ الههم عند الشدائد والتشجيع على السلم والسلام والأمن والتعايش والوحدة بين افراده جميعًا بغض النظر عن القومية والطائفية والمذهبية وكل الاختلافات الأخرى، وهم يكتبون عن الوطن آخذين بعين الاعتبار أنه وطن للجميع ومن حق الجميع أن يعيش فيه ويتمتع بحقوق المواطنة الصالحة والانتماء الأزلي، وأن يقوم بكل جد وإصرار وعزم بالواجبات الملقاة على عاتقه عندما يحمي وطيسه ويتعرض لخطر محدق يضمر له الشر والتقسيم وتهجير أهله وتشتيت وحدتهم وتفكيك ترابطهم الازلي.
هكذا هم الشعراء التركمان لم ينأوا بأنفسهمعما يجري في وطنهم وكتبوا أجملقصائد تتغنى بفرحه وانتصاراته وبحزنه وبمعاناته على مر التاريخ المعاصر وخاصة بعد ثورة تموز الأولى التي نال العراق بها استقلاله من الانتداب البريطاني. ففي هذه المناسبة الكبيرة التي أفرحت كل العراقيين لم يقف شعراء التركمان متفرجين بل سارعوا ليعلنوا موقفهم المُفرح من ثورة أسعدت كل العراقيين من شمال الوطن الى جنوبه. وفي هذه المناسبة الوطنية الكبيرة كتبَ الشاعر الراحل اسماعيل سرت تركمن قصيدة رائعة مازالت الاجيال ترددها في المناسبات القومية في كركوك وضواحيها:
(أيها الاستعمار انتهى زمن الغفلة/ انتهى زمن استغلالنا/ قسماً بسماء وطني الزرقاء/ لن أتنازل عن الاستقلال/ سأعمل من اجل وطني مادمت حياً/ سأجتهد من أجل وطني وان كلفني ذلك حياتي).
وأضاف الشاعر الشعبي الكبير الراحل ناصح بزرگان قصيدة رائعة تصف الاستعمار الأجنبي وتسخر منهم كما كانوا يسخرون من الشغيلة الفقراء:(شركاتنا عادت لنا، للعراقيين جميعًا/ أيها الاجنبي ارحل/ انتهت كلمة آوت). و(آوت) كلمة انكليزية كانت تطلق على العمال في شركة نفط كركوك عندما يطردونهم من دون سبب،انتهى زمن كلمة فينش هي كلمة انكليزية (اي انتهى عملك هنا) كناية لطرد العمال من العمل. وهكذا استمر الشعراء التركمان في مدح وطنهم من خلال قصائدرائعة وأخرى تدعو إلى العمل والفداء من أجله.
كما وقد كتبَ الشاعر الكبير الراحل هجري ده ده قصيدة تحفز شباب الوطن للعمل من أجل ازدهاره وتقدمه وكذلك الدفاع عنه إذا استوجب الأمر:(أيها الشاب قم وابنِ وطنك/ أعمل من أجله ليلاً ونهاراً/ واياك أن تتقاعس عن نيل هذا الشرف الكبير/ وكن على أهبة الاستعداد للدفاع عنه إذا ما تعرض لخطر ما/ أيها الشاب لن تنال الشأنإلّا في وطنك). وكتب كاتب المقالة في هذا المضمار قصيدة تتغنى في حب الوطن: (من ذا الذي يكون لي بديلاً عنك أيها الوطن؟ / أجمل مدن العالم لن تغنيني عن زقاق شعبي ولدت فيه/ بوجودك أنا موجود/ سأدافع عن وجودك بروحي ودمي وقلمي/ أيها الوطن أعانك الله على التخلص من الفاسدين/ لن أتخلى عنك مهما اشتدت الظروف).
وتألق الوطن في مقطع لقصيدة كتَبها الشاعر والاديب الكبير فوزي أكرم ترزى:(مدينتي طوز خورماتو هي وطني/ هي العراق، هي هويتي وشرفي وكرامتي/ لولاكِ من يعرفني؟ /التركمان حافظوا على وحدة العراق ارضاً وشعباً/ كاذب من يقول ان المذاهبَ تفرّقنا/ بل انها بركة من الله/ العراق للجميع بكل أطيافه).
كما وكتب الشاعر فاروق فائق كوبورلو قصيدة تعلن عن جمال الوطن بشعبه الكبير وبقوميات وبمذاهبه: (العراقرائع/ إنها فسيفساء رائعة الألوان والطيف/ جميل أنت يا وطني).
بينما الشاعر الليبرالي قره وهاب فقد أنشد للوطن بقوله:(لولا وطني ما كنتُ شاعراً/ لمنْ كنتُ سأكتب؟/من ذا الذي يفهم قصائدي؟ /هنا في بغداد السلام، الكل يستمع لي/ ويقولون هذا شاعر).
أما الشاعر الغنائيعبد القادر دباغ اوغلي فقد كتب يقول:(كركوك هي وطني، وطني هو كركوك/ لنْ أستطيع العيش في مكان آخر/ ولن أستطيع العيش دون مدينتي ووطني،لن أعيش غريباً، أنا هنا في الوطن).
في المقابل كتب شاعر آل بيت الرسول ناقي خليل قصيدة رائعة تتغنى بوحدة العراق:(لن يسمح التركمان بغير عراق موحد/ كلهم هبوا لنداء المرجعية الدينية الرشيدة في استعادة/ ثلث الوطن من المحتل/ التركمان كانوا في مقدمة الجحافل/ طوبى لشهدائنا البررة بدمائهم وبتضحياتهم/ عاد الوطن موحداً وعزيزا).