ماجد عبد الحميد الحمداني
السادس من كانون الثاني من كل عام يعني الكثير بالنسبة للشعب العراقي، فالجيش منذ تأسيسه في عشرينيات القرن الماضي وتحديداً في عام (1921) مع أول فوج والذي سمي
بـ (فوج موسى الكاظم) في العهد الملكي، مروراً بالجمهوريات التي تلته، ورغم ان البعض يعتقد ان الجيش العراقي قد أسيء استخدامه في بعض العهود، لكننا ورغم ذلك نشهد بأن تلك المؤسسة العسكرية العريقة والتي ضمت مختلف فئات الشعب العراقي، من أقصى شماله لأقصى جنوبه، قد انسجمت بشكل لافت، فكانت بمثابة مدرسة كبيرة في التضحية والايثار، لأنه ترجم المعاني الحقيقية للقيم على مدى قرن من الزمان، فقد ضم هذا الجيش خيرة الرجال ان كانوا مراتب او ضباطا، واصبح في العديد من مراحله من الجيوش التي يشار لها بالبنان بفضل العديد من المزايا .
ويشار الى أن الجيش العراقي المتمثل بقيادات العمليات في جميع المحافظات قد إنضوت مع تشكيلات الحشد الشعبي وقوات جهاز مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية، تحت مظلة قيادة القوات المشتركة التي كانت تدير تلك المعارك الميدانية في جميع القواطع. بالنتيجة ان جميع تلك المسميات كانت تحت قيادة عسكرية واحدة، يقودها قادة وضباط أكفاء، وقد نالوا جميعا اعجاب وتقدير الشعب العراقي عموماً، لأنهم تمكنوا من طرد ودحر أعتى العصابات المتطرفة على مر العصور، ونتيجة القتال الضاري تلاحقت الانتصارات بدءاً من 31 آذار 2015، اذ تمت استعادة مدينة تكريت بمشاركة فصائل الحشد الشعبي. ولا يفوتنا أن نذكر من قيام قوات البيشمركة الكردستانية بتحرير سنجار في شباط 2015 أيضا مدعومة بالطيران الحربي لقوات التحالف الدولي، وتم تحرير مدينة الرمادي في التاسع من شباط 2016 من قبل الجيش العراقي، وبعدها تم تحرير مدينة الفلوجة في السادس والعشرين من حزيران بقيادة جهاز مكافحة الأرهاب وتشكيلات اخرى، كذلك شن الجيش العراقي مع جميع التشكيلات كجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والبيشمركة والشرطة الاتحادية وتشكيلات ساندة اخرى عملية كبرى لتحرير ثاني اكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد وهي الموصل، وبدأت العملية فعلياً في السابع عشر من تشرين الاول 2016 وانتهت بتحرير الموصل في العاشر من حزيران 2017 واعلن ذلك وقتذاك رئيس الوزراء حيدر العبادي.
اما آخر المدن التي تحررت هي القائم وراوة في أقصى غربي البلاد بمحافظة الانبار وعندها تم الاعلان النهائي لتحرير كامل الاراضي العراقية في التاسع من كانون الاول.. ولايفوتني أن اذكر بدايات تحرير الموصل من الجانب الايسر، الذي جسدت فيه قوات البيشمركة دورا مشرفا في تحرير العديد من قرى الحمدانية والتي مهدت الطريق بعد ايام فقط من تحريرها لدخول قوات جهاز مكافحة الأرهاب ليكمل تحرير كامل قضاء الحمدانية حيث كنت وقتها مراسلا حربياً لقناة العراقية الاخبارية، وقد قمت والعديد من الزملاء بتغطية عمليات تحرير الموصل من هذا القاطع الذي ابلى فيه اللواء التاسع المدرع للجيش العراقي بلاءا حسناً وكذلك الفرقة / 16 وتشكيلات اخرى، جميعها اشتركت بتحرير الحمدانية وتلعفر وعموم الموصل، وهكذا فان الجيش العراقي لا يمكن أن نختزله في مسمى واحد، بل جميع التشكيلات التي ورد ذكرها والتي لم يرد ذكرها (سهواً) هي تمثل المؤسسة العسكرية، التي بذلت دماء طاهرةً وشبابا وشيباً لأجل تحرير الأرض والانسان، لذا فالحديث يطول كثيراً ان اسهبنا بسرد مفاخر وانجازات الجيش العراقي، لكنني اختصرت ذلك على مرحلة تحرير المحافظات الغربية الثلاث مع اجزاء كبيرة من مناطق كركوك كالحويجة والزاب، فضلا عن دور الجيش العراقي بجميع مسمياته في تعزيز الاستقرار الامني، لاسيما في المحافظات المحررة باعتباره من التحديات القريبة زمانيا، وبذا استطاعت عدة محافظات ومنها الانبار من اعادة الاعمار بنسبة جيدة وهذا لم يكن ليتحقق لولا بسط الأمن في عموم المحافظة والاستمرار بمطاردة الخلايا المختفية في عمق الصحراء الغربية، وكذلك شرقا في جبال حمرين.
وبهذه المناسبة نكرر تهانينا وعرفاننا للجيش العراقي بذكرى تأسيسه المئوية والى انتصارات مقبلة بإذن الله تعالى.