بيروت التي تدخل رسمياً غداً الخميس في إغلاق تام، بعد التصاعد المرعب في إصابات فيروس كورونا، تدخل في ذات الوقت إغلاقاً تاماً على صعيد تشكيل الوزارة، التي دخلت مرحلة الغيبوبة، في وقت تبادل فيه المعنيون في التشكيل الحكومي المتعثر، الاتهامات بالمسؤولية عن الإخفاق، في مشاورات حكومة المكلف سعد الحريري.
رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة شن هجوماً عنيفاً على الرئيس اللبناني ميشال عون، معتبراً إياه العقدة التي تحول دون ولادة حكومة الرئيس المكلف سعد الحريري، واتهم السنيورة عون بخرق الدستور تحت ذرائع وقراءات اجتهادية؛ تسعى لكسب المغانم والحصص لتيار الرئيس، وأنحى رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق باللائمة على التيار الوطني الحر ومنهجه الرئاسي الذي أوصل البلد الى «الوضع السيء الذي يعيشه»، ولم ينكر السنيورة ان لتيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري مسؤولية في انحدار الأوضاع اللبنانية، مرجعاً أسباب تعطيل التشكيل الحكومي الى «سياسة الرئيس عون، وتشبثه بالحقائب والتفاصيل الصغيرة على حساب مصلحة البلد».
المصادر الإعلامية لكلا التيارين: الوطني الحر، والمستقبل ما زالت تتبادل الاتهمات بعرقلة تأليف الحكومة، فبينما تعتبر مصادر الوطني الحر «أن الكرة الآن في ملعب الحريري، وأن الرئيس عون قد سلمه رؤية واضحة، وطلب منه الرد وهو مالم يفعله الحريري الذي يبدو متردداً في خياراته»، تعتبر مصادر تيار المستقبل أن «الرئيس المكلف قد قام بما عليه وانه حمل تشكيلته الوزارية من الأخصائيبن الى قصر بعبدا، ووضعها على طاولة الرئيس الذي بادر الى تقديم أسماء من الحزبيين لشغل حقائب الكابينة الوزارية، فضلاً عن تشبثه بالوزارات الأمنية واستئثاره بحصة الأسد من الحقائب الحكومية».
وسط هذه المعمعة تبذل باريس جهداً استثنائياً، لانتشال مهمة الحريري من الغرق في مستنقع العقد الداخلية، والخارجية؛ التي تتهدد الحكومة اللبنانية الجديدة، وجديد المعلومات أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد حث الرئيس المكلف سعد الحريري؛ على ضرورة الانفتاح على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والعمل على تذليل العقبات التي تعترض المسار
الحكومي.
مصادر إعلامية قريبة من فريق 8 آذار أكدت لـ «الصباح» أن المعطيات على الأرض لا تشي بانفراجة قريبة، في الازمة الحكومية «ويبدو اننا نتجه لإرجاء ولادة حكومة الحريري لما بعد مرحلة 20 كانون الثاني، رغم ان الجهد الفرنسي متواصل بهذا السياق ولا مؤشرات لدينا لانكفاء الفرنسي، وننتظر عودة الحريري من باريس كي نقيم نتائج اتصالاته»، أما عضو كتلة حركة أمل النائب قاسم هاشم، فرأى أن «منطق الأمور يتطلب في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، والصحية الاستثنائية، تشكيل حكومة بأسرع من سرعة الضوء، لكن وللأسف الشديد، فإن غياب حس المسؤولية لدى المعنيين بتشكيل الحكومة، يدفع بالبلاد الى
المجهول «.