دعا مسؤولون في مدينة واشنطن أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى عدم إحضار أسلحة نارية إلى احتجاجات هذا الأسبوع على تصديق الكونغرس على هزيمته في الانتخابات، وقال قائد الشرطة في العاصمة روبرت كونتي في مؤتمر صحفي بمجلس المدينة: «تلقينا بعض المعلومات عن أفراد يعتزمون إحضار أسلحة إلى مدينتنا، وهو أمر لن يتم التهاون معه»، مضيفا أنه سيتم اعتقال أي شخص يحمل سلاحا أو يثير العنف.
وذكر الحرس الوطني بواشنطن في بيان أن أكثر من 300 جندي سيكونون جاهزين للسيطرة على الحشود ومساعدة خدمات الإطفاء والإنقاذ، وقال كونتي: إن «أفرادا من شرطة الكونغرس وشرطة المتنزهات والخدمة السرية سينضمون إليهم».
وتفرض واشنطن بعضاً من أكثر قوانين الأسلحة صرامة في الولايات المتحدة، إذ تحظر حمل السلاح بشكل علني أو حيازة مسدس بدون ترخيص محلي.
ومن المتوقع أن يحتشد الآلاف من أنصار ترامب، بينهم بعض الجماعات القومية اليمينية المتطرفة التي تحمل السلاح علانية في احتجاجات بأماكن أخرى، في العاصمة ابتداء من (فجر اليوم الأربعاء بتوقيت الشرق الأوسط) لمعارضة تصديق الكونغرس اليوم الأربعاء على خسارة الرئيس الجمهوري في انتخابات الثالث من تشرين الثاني أمام الديمقراطي جو بايدن.
وقال كونتي: إن «الاحتجاجات قد تكون أكبر من مسيرات نظمت في شهري تشرين الأول والثاني والتي شابتها عمليات طعن واشتباكات بين المئات من جماعة (براود بويز) وغيرهم من الموالين لترامب مع محتجين مناهضين لهم من جماعة (أنتيفا) ونشطاء من حركة (حياة السود مهمة)».
واعتقلت شرطة العاصمة أمس الأول الاثنين، زعيم جماعة «براود بويز» هنري إنريكي تاريو، واتهمته بتدمير ممتلكات خلال احتجاج سابق.
إلى ذلك، دعا أكثر من 170 من رؤساء كبريات الشركات الأميركية، أعضاء الكونغرس، للمصادقة على انتخاب المرشح الديمقراطي المنتخب، جو بايدن، رئيسا للولايات المتحدة خلال جلسة الأربعاء المرتقبة.
جاء ذلك في رسالة نشرت، يوم أمس الثلاثاء، حيث شدد رؤساء هذه الشركات على «أهمية الانتقال السلمي والهادئ للسلطة».
وأبرزت الرسالة، التي وقع عليها رؤساء بنوك وصناديق استثمارية، ومجموعات استشارية، وشركات طيران: «لقد حان الوقت لكي تمضي البلاد قدما»، وأشار هؤلاء الرؤساء خلال الرسالة الموجهة للكونغرس الأميركي، إلى أن «الرئيس المنتخب، جو بايدن، ونائبة الرئيس المنتخبة، كامالا هاريس، فازا بتصويت الهيئة الناخبة، والمحاكم رفضت الطعون (التي قدمها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للنظر في نتائجها)».
وأكدوا أن «المحاولات الرامية إلى عرقلة، أو تأخير هذه العملية، تتعارض مع المبادئ الأساسية لديمقراطية الولايات المتحدة»، كما طالبوا عبر الرسالة، الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بدعم الإدارة المقبلة، في مواجهة «أسوأ الأزمات الصحية والاقتصادية في التاريخ الحديث»، وحذر الموقعون على الرسالة من أنه «يجب أن لا يكون هناك تأخير في نقل السلطة». جدير بالذكر أن رئيس مجموعة «فايزر» الدوائية، ألبرت بورلا، والمدير القانوني لمجموعة «مايكروسوفت»، براد سميث، ورئيس «غولدمان ساكس»، ديفيد سولومون، كانوا قد وقعوا على هذه الرسالة.
وسيعقد الكونغرس، اليوم الأربعاء جلسة للمصادقة على نتيجة تصويت الهيئة الناخبة (306 أصوات لبايدن، مقابل 232 لترامب).
في المقابل، اعترض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على نتائج الانتخابات الرئاسية في ثماني ولايات، رغم خسارته فيها، وفقا للأرقام الرسمية، أمام الديمقراطي جو بايدن، وقال ترامب، في حديث أمام أنصاره ومؤيديه في جورجيا: «يقول الديمقراطيون، إنه يعترض بخصوص جورجيا. لا، لا. أنا أعترض بخصوص ثماني ولايات، وأعتقد أنني سأفوز فيها جميعا».
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن أن الرئيس ترامب طلب من سكرتير ولاية جورجيا براد رافنسبيرجر في مكالمة هاتفية «إيجاد» نحو 12 ألف صوت لقلب فارق الأصوات مع جو بايدن، لكن رافنسبيرجر رفض مطالب ترامب، وشدد على أن فوز جو بايدن بـ11779 صوتا في جورجيا، كان عادلا ودقيقا.