حسين الذكر
من دون الايغال في تاريخ المقاتل العراقي الشهم، الذي قدم جل تضحياته للدفاع عن عقيدته وارضه في العراق وكل بلاد الامة العربية، اذ لم يتقوقع بحدود جغرافية وادي الرافدين وبمعزل عن تلك الحدود الفاصلة المرسومة في ظلامات سايكس - بيكو او
غيرها.
اتحدث عن دور الجيش العراقي الذي تأسس مع عام 1921 مع تأسيس الدولة العراقية الحديثة بقيادة الملك فيصل بن الحسين بانبثاق فوج موسى الكاظم في بغداد ليكون نواة جيش عظيم، لطالما أخشى الأعداء وان سلط عليه جبابرة من رحم تلك الظلامات، لكن الجيش بضباطه ومقاتليه ظل نظيف اليد، شجاعا لن تنسب وتلصق به مدلهمات الخسة والفساد، التي لاحقت آخرين من مختلف صنوف
الدولة .
.انه جيش مهني من المتطوعين والمكلفين كان همهم خدمة العلم وحماية الدولة ومؤسساتها، بعيدا عن أولئك السياسيين الذي دمجوا انفسهم واحتالوا على الرتب وقواعد العمل العسكري وانتهكوا شرفه بعناوين وبطرق ملتوية وهبات سياسية داخلية خارجية
مقصودة.
في الانتفاضة الشعبانية اذار 1991 وبرغم ما حاول البعض ان يلصقه بها من شائعات وتضليل، الا انها كانت انتفاضة عسكرية شعبية خالصة استهدفت الخلاص من نظام ظالم وظروف قاهرة، لم تتلوث ايدي قادة الجيش الحقيقيين بقتل أبناء الشعب الذي صار تحت رحمة قيادات عرفت بولائها المطلق
للسلطة.
كما ان القوات البريطانية والاميركية الغازية لبلدنا في 2003 اصطدمت بقوى الجيش العراقي على حدود الناصرية والبصرة وظلت بالرغم ما عانته من تفرقة بينها وقطعات السلطة، لكنها ابلت بلاء حسن ولم تسلم الا بعد ان عجزت كل قوى السلطة الدفاع عن بغداد، التي استسلمت للمحتل خلال أيام
محزنة.
كانت تؤكد الفارق الكبير بين جيش السلطة المدافع عن راسه المدموج وبين جيش الشعب حامي عرين الامة ومؤسساتها، هذا ما انتبه اليه الحاكم الاميركي المحتل بريمر، اذ اصدر بموجبه مرسومه المشؤوم بحل جيش الشعب، ليفتح الحدود على مصراعيها للارهابيين والاشرار، كجيثوم على صدر الشعب منذ ذلك الحين حتى ما يعلمه الله.