كاظم الحسن
تمثل الانتخابات على مستوى العالم، افضل نظام اخترعه الانسان، وقاده نحو الأمثل في حياته وأبعد عنه شبح الحروب، التي رافقت الانسان طيلة حياته، هذا التطور لم يأت من فراغ، بل ان الانسان جرب النزاعات والصراعات والحروب المدمرة، الى أن وجد في الديمقراطية التي جوهرها الحرية والانتخابات والتعددية وفصل السلطات ووجود المعارضة السلمية، التي تؤمن بالانتقال السلمي للسلطة هو الطريق الأمن لحياته. وكان ذلك منعطفا تاريخيا، نحو حقن الدماء وانتفاء الحاجة لما يسمى المستبد العادل، واذ ننظراليوم الى تجارب العالم الديمقراطية، نجد انها اليوم في اعلى سلم التطور والتقدم والرفاهية والازدهار، وأصبحت أنموذجا يحتذى به ونبراسا لمن يريد النجاح والسؤدد، ولنا ان نرى كيف أصبحت الدكتاتوريات ومصير شعوبها، ولا نريد أن نذهب بعيدا لننظر الى المنطقة العربية، وكيف أصبح ما يسمى الربيع العربي، الذي تحول الى وبال على شعوب المنطقة، حيث ان الانظمة الدكتاتورية، انهارت ولم تترك مؤسسات تنقذ الشعوب في لحظات المحن والازمات والمخاضات الكبرى في التاريخ .في الانظمة الديمقراطية، يكون الفرد هو القيمة الكبرى في الحياة، لأن الحاكم اذا لم يع الدرس، فلا يكون له مستقبل في صناديق الانتخابات، ولذا البعض يستغرب حين يتعرض فرد من هذه الشعوب الى الخطر او التهديد تتحرك الانظمة السياسية بكامل ثقلها لاجل انقاذه.
ومن المفارقات ماحدث في غزو الكويت من قبل النظام الصدامي المقبور، حيث اختفى اكثر من 600 فرد كويتي، وحينما طالبت بهم دولة الكويت كان وزير خارجية العراق، آنذاك طارق عزيز يسخر ويقول هل هم علماء ذرة، لكي تثير الكويت عليهم ضجة دولية وعالمية، هكذا هو تفكير الانظمة الدكتاتورية، فهي لا ترى الفرد الا وقودا للحروب وهي غير مسؤولة عنه، لأنه لا يوجد صندوق انتخابات، يلزمها في احترام حقوق الانسان وحياته، حيث صرح أحد جلاوزة النظام قائلا انهم استولوا على السلطة بالدبابات، ومن يريدها عليه ان ينتزعها منهم بالقوة، وهكذا في مثل هذه الانظمة، القوة هي التي تقرر مصير الدولة وقدر الشعوب، وهنا لا تنفع ثروات الشعوب ومواردها ومقدراتها، لأنها تصبح وقودا ونارا حامية في الحروب، التي تكتوي منها الشعوب وتحترق ظلما وعدوانا في أتون مغامرات وحماقات ما يسمى القائد الضرورة - الذي لاضرورة له - .نصل من خلال كل ذلك الى ان الديمقراطية هي خلاص الشعوب، وان حدثت عثرات ومطبات هنا وهناك، فهي الاصل في السير الآمن نحو تحقيق الرفاهية والازدهار والتطور نحو الافضل.