عين سهرت 99 عاماً

آراء 2021/01/11
...

 سعاد حسن الجوهري 
 
 
ذكرى تأسيس الشرطة الوطنية العراقية ليست حدثا عابرا وانما تمثل لدى العراقيين مبعث افتخار بسلكهم الامني، وعينهم الساهرة على مدى قرن من الزمن وهم يأملون له المزيد من التقدم والرفعة، وبما يجعل من داخليتهم التحلي بنظام مؤسساتي بمستوى الكفاءة والاعداد
 والتطوير.
ولقد نجحت الشرطة  في العراق ونجحت دوائرها ومؤسساتها خلال هذه السنوات، التي أعقبت عام 2003 في أداء أكثر من دور مهم تمثل أبرزها في الإسهام إلى جنب الجيش وأجهزة الأمن الأخرى وقوى الشعب من أجل الدفاع عن أمن الوطن والمواطنين في مواجهة عصابات الإرهاب والجريم
ة والقتل. 
أن ذلك تمثل أيضا في القدرة على اختزال الزمن وبناء مؤسسات ودوائر يعتد بها وتطمح إلى مزيد من العمل المهني والالتزام بمراعاة حقوق الإنسان وحفظ الحريات، بالرغم صعوبة ظروف البناء ورغم التحديات الخطيرة، التي واجهت بناء مؤسسات العراق
 الجديد. 
إن تضحيات أبناء الشرطة هي موضع اعتزاز وتقدير وفخر العراقيين، ولا يسعنا هنا إلا أن نحيي صبر ومعاناة الأسر التي فقدت أبناءها الذين عملوا في سلك الشرطة وواجهوا الإرهاب وقضوا شهداء على طريق الدفاع عن البلد
 والشعب. 
ان الأمن الداخلي سيبقى مرهونا بتكوين جهاز شرطة قوي، بينما تجربتنا اثبتت بان عناصر الشرطة بمختلف صنوفهم وتخصصاتهم ضباطا ومراتب كانوا ومازالوا سباقين لأداء مهامهم بكل شجاعة ومهنية، بل وكان لهم أبلغ الأثر في حفظ الأمن الداخلي كركيزة أساسية في حربنا ضد الإرهاب وفرض الامن والاستقرار في ربوع الوطن، لكن ورغم هذا الاعتزاز الكبير يبقى طموح الشعب عالق بزيادة كفاءة عناصر الشرطة وقوى الامن الداخلي بالتدريب والتسليح والتجهيز
 والمعلومات.
 فالشعب يعي حقيقة مفادها بأن مسيرة الشرطة العراقية وقوى الأمن الداخلي حفلت بالعطاء على مدى عمر الدولة العراقية المعاصرة، حيث سطر منتسبوها التضحيات الجسام بأرواحهم وراحتهم، مواصلين الليل بالنهار من اجل ان يحفظوا للاخرين من ابناء وطنهم حياتهم وحرياتهم وحقوقهم. 
وقد تناثرت كواكب الشهداء من ابناء شرطتنا الاشاوس تزين طريق الحرية بالمجد، وهم يقارعون قوى الارهاب والتطرف، ويدكون أوكار الفتنة والجريمة ويضربون على ايدي العابثين بالأمن
 والقانون. 
ان هذا السفر الموشوم بالوطنية والشجاعة والاقدام، يجب أن يتحصن ضد الحزبية والفئوية والجهوية والطائفية، ليبقى خالصا للعراق وشعبه الواحد، تحية حب وولاء وعرفان لسلكنا الامني البطل، تحية حب لاسر الشهداء، وتحية حب اخرى لجرحى هذه المؤسسة العراقية
 العريقة.