سها الشيخلي
ندخل العقد الجديد من عام 2021 ويحدونا الأمل والتفاؤل ان يكون افضل بكثير من العقود السابقة، ولكن كيف سيكون هذا التفاؤل والحقيقة تقول بكل أبعادها انه وريث (شرعي) لعام 2020 الذي عدّ الأسوأ في حياة شعبنا الصابر على البلوى، اين التفاؤل والواقع الاقتصادي متدهور بشكل كبير، والفقير لا يجد ما يسد به رمق اسرته، بل الحقيقة تؤكد ان اقتصادنا قبل اعوام كان معافى بشكل كبير، لا نرمي باللوم على تدني اسعار النفط وجائحة كورونا، فهما مشكلة عالمية تعاني منها اغلب شعوب العالم، لكن تلك الشعوب لم تصل الذروة بمعاناتنا، هل تعرفون لماذا؟! لانهم لا يملكون الفساد الذي نعاني منه، والذي صار يزداد عاما بعد آخر. ولنضع تفاؤلنا جانبا ونسأل، لماذا ارتبط اقتصادنا بالنفط فقط، ولماذا صرنا بلدا ريعيا، اين زراعتنا ونحن بلد الزراعة منذ آلاف السنين ولدينا نهران عظيمان مع روافدهما المتعددة؟ اعتمدنا على النفط لأنه مورد سهل نستخرجه ونصدره، متغاضين عن سرقة بعضه من قبل لصوص متمرسين، ومع امتلاكنا لخبراء نفطيين كثر، الا انهم لم يقدموا المشورة .
لنضع هذا كله جانبا ولنتحدث عن الآفة الكبيرة الا وهي ( الفساد المالي والاداري ) واعداد الفاسدين في زيادة مطردة لا تنفع معهم لا هيئة النزاهة ولا كل اللجان والدوائر الرسمية لمكافحتها، ولا حتى الحد منها رغم الجهود التي تبذلها جميع تلك المؤسسات الرقابية، وصار بعضنا يرفع قبعته اذا مر فاسد منهم امامه، هل تظنون ان العقد الجديد سينهي الفساد في وطننا؟ نعم سنتفاءل وباصرار اذا كانت هناك ارادة سياسية حقيقية لانهاء الفساد.نعم ستكون الانتخابات المقبلة هي مفتاح التغيير الذي تعقد عليه الامال.
هذا ما يقوله المتابعون للمشهد السياسي والمتفائلون بالاهتزاز الذي ستتعرض له الخريطة السياسية.