هيبة الدولة أولا

آراء 2021/01/13
...

  حسين الذكر

نزلت: (إقرأ) في دلالة واضحة لأهمية القراءة التي جاءت بصيغة الامر، فقيل: ( هنا بمعنى الوعي وضرورة تحصيل العلم، الذي لا يتأتى الا عبر القراءة ومعرفة علوم الآخرين والمشاركة في آرائهم). 
قبل 2003 وبرغم حراب الدكتاتورية وسهامها المتغلغلة في أعماق مؤسسات الدولة وأجهزة الحكم، الا ان هنالك الكثير من الرجال الحريصين على مصلحة الوطن وهيبة المؤسسة، أتذكر أن شباب الكليات العسكرية بمختلف صنوفها، كانوا ينزلون باجازاتهم يوم الخميس من كل أسبوع، بأزيائهم بهيبة ملفتة للنظر، وقد شوهدنا مرة أحد هؤلاء الشباب وقف يأكل (وجبة سريعة شعبية) في باب أحد الأكشاك، وهو مرتديا شياكته الأكاديمية العسكرية، فما أن شاهده رجال الانضباط العسكري، حتى ألقوا القبض عليه، لعدم احترامه هيبة المؤسسة العسكرية.
في إحدى الدول المتحضرة كنا مع وفد رياضي شاهدنا في باب الملعب، ولمدة أسبوع كامل عسكريين بكامل قيافتهم وزيهم العسكري، من دون كلام او حراك يذكر، لدرجة كنا نتوقع انهم تماثيل، وحينما سألنا المسؤولين، قالوا لنا: (هؤلاء رجال امن مهمتهم إظهار رمزية الدولة وهيبتها، لا يحق لهم حتى الرمش والحركة اثناء الواجب، وهم ملتزمون من دون أن يكون  
عليهم رقي).
في بديهية السؤال عن الهيبة المؤسساتية الوطنية، هل يحق للوزير الظهور العلني - وان كان اثناء عطلته – بظهور غير لائق؟ الجواب قطعا سيكون لا، لأنه ليس ملك نفسه ولا حزبه وكتلته ولا عشيرته، انه رمز وطني، واي ظهور ينبغي ان يأخذ تلك (الامانة الوطنية) بنظر الاعتبار، لاسيما اذا كان يعد مثالا يحتذى من قبل مساحة مجتمعية واسعة، فإن ظهور أي مسؤول ( يدخن او يأركل او على طاولة المسكرات يعد إساءة لهيبة الدولة)، لا من باب حرمتها وحلالها الشرعي، تلك قضية أخرى، فالخصوصية مقيدة باحترام الرأي العام والحرص على هيبة المنصب، بعيدا عن اعين الناس فضلا عن البث العلني، فالوزير وزير وليس (لعب جعاب) يا سيادة الوزير!