عادل الياسري
خرساء ..،
تاهت حروفي في مفاتنها
كلّمني البرج
فكّت النافورة الرمز
وشوشت الماء عن شجر الحروف
لوّحت غربتي لسيّدة
لاذت حرارة المدن الآسيوية بها عن لسعة البرد
حاورت «ريتسوس» الذي يرافقني
عن باريس التي غنّيتها
وسيّدة أرهقها البحث في حقيبتي عن لبن العصفور
عند ارتجاف الأصابع، وانثيال المسافات رذاذا
بين غربتها وأحجار بابل
ارتمت دهشة بين عينيه
ناولني الكأس أغنية
بدّد الغرباء غربتهم فيها
اقتسموا الصمت خبزا
خلت المفازات من أشجاره
كلّم الملح أفواج الغرباء
عن حلم سهّد الليل كابوسه
أنّ الزعفران له
غفت نجمة بين كفّيه
عبث الصخر بأركانها
اشتكت غربة الروح بين البريق وظلمة الأسلاف
من يجاورك لايفارقه الاغتراب
لن تصبح البساتين ثيابا
إني بك الآن ..،
هاتفني طائر ضاع صفيره
بين أسيجة الرماد ونخلة
جندل الزناة رأسها
ارفع الكفّ عن كتفي
رأسي التي فاض الحليب في دروبها
لن ترضع الصبر من ثدي الجفاف