نادي الكتاب يحتفي بإبراهيم الجنابي

ثقافة 2021/01/17
...

كربلاء: صلاح السيلاوي 
 
 
احتفى نادي الكتاب في كربلاء بتجربة الأديب ابراهيم الجنابي عبر أمسية تحدث فيها عن تجربته النقدية والشعرية، إضافة إلى إسهاماته الإبداعية في عالم القصة والمسرح.
الأمسية التي تميزت بحضور نوعي لجمهور الادب والثقافة في المدينة أدارها الاديب علي لفتة سعيد وابتدأها بالحديث عن تجربة المحتفى به قائلا: حين نحتفي بشاعر فإننا نحتفي بحرف بدأ به الكون، فكل شيء يبدأ بالحرف وينتهي به حتى الخلق الاول واللوحة والاسطورة، الاحتفاء بإبراهيم الجنابي احتفاء بتجربة خلقت لها مسارات جاءت محملة بنتاج بيئة عاشها قد تبدو متقاطعة او متناقضة مع بيئتين متجاورتين، حيث يمد يده الى الشمال تكون بغداد والى الجنوب فتكون كربلاء في حين مكانه يشبه خاصرة تحمل اغاني الاسكندرية المتوهجة في بيئة بابلية.
وقال سعيد أيضا: ابراهيم الجنابي مسكون بالحرف لذا فإنه يكتب في المجلات المختلفة ما بين الشعر والقصة والنقد والصحافة واعداد البرامج وهذه خلاصة اختلاط البيئات، التي أحاطته أو التي كان فيها وجعلته يتخذ خطه ليسير باتجاهات مختلفة تفضي الى الابداع.
ثم ابتدأ المحتفى به حديثه عن تجربته انطلاقا من كتابه النقدي الاخير (أثر اللون في المشهد الإبداعي المعاصر) الذي صدر عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وقد لفت الضيف الى أهمية أن يتحدث عن الشاعر عمار المسعودي الذي كان قد درسه في كتابه المعني وذلك لمناسبة وجوده في مدينته كربلاء، مشيرا إلى تناوله لتأثيرات اللون في مجموعته الشعرية (ساعة يلمع الماس)، مبينا أثر البيئة والفعل الفلسفي كمؤثرين لما تبثه الالوان في ثكنات النص واضاف قائلا: اما المعطى الآخر فقد تناولته في الواقع  وقلت فيه ان النص الشعري لا يمكن أن يخرج الا من جلباب الواقع بشكله الاشاري أو أن يلتمس الواقع بحضور يتغلغل بين أروقة الكلمات بدلالاته الناصعة .
وبيّنَ الجنابي أن كتابه النقدي حمل بين طياته نقدا للسرد (الرواية والقصة) والشعر والفن التشكيلي والصورة والنص، وفي ختام الأمسية كانت القراءة الشعرية حاضرة، ولكن حيزها كان مقتضبا نوعا ما فانحسر بنصين شعريين فقط دونا منهما ما يلي: (جوع فقيرٍ أعتزل الرغيف كان جوعي اليك/ أرسمك/ أتلمسك/ أناجيك/ أوزّع سغبي خارطة خجلى/ على جسدك المنزوع الرغبة منذ حين/ استفز شفراته المكتنزة أدونها وأرزم تعللي فأكاد انفلق عشقا/ من شفاهك النابضة بجمر التوقد ألقّن معزوفتي/ الحيرى إلى حيث انسكب/ واندلق إلى صدرك النافر/ والعازف عن لثم شفاهي/ ابرق قصائدي إلى خصرك النازف ارقأ/ أدوّن بعض هذيان اخرس/ يستبيحني غزلك المتورم القصائد/ فأغلق رئتي كي تسكب هواء/ أرديتها إلى حيث شبق مدجج بالعطش/ انحاز أن أرشفك كأسا بحكايات نواسيها بحرمان فردوسك
 الأنيق).
وقال ايضا: (أدوّنك عشقا لا يرتاده إلا أنا وأنت/  كيف لي أن اصد الهواء الذي يملأ رئتي/ يا أنفاسي التي تهرول في كل شريان/ ويعبق عطرها كل أرجائي/ أنت وصدى صوتك وظلك الذي يلاحقني أنى حللت/ اشتقاقك بجدارة اللهفة/ وأنا أحدثك بكامل لياقة الجنون/ يا لهفتي الأنيقة الخائفة حين ترسمك/ تؤجل كل بواعثها حين أرتديك مناهل انهار/ ايتها المسافرة الى مثوى الأحلام الندية/ وأنت تعاندين كوثر الحياة وترزمين نفسك التواقة للجمال والانوثة/ فترفعين سيف العفة والنقاء رفقة حراب/ تقتل كل النزوات وتصارع جماح التوقد/ وتتلوا أغاني البجعات على رنين وجعها/ فيلهبها الحنين الي/ وانا ببكارة لهفتي اتوق اليك حرما أحجه/ أذوب وتنصهر دمعتي وبراكين صبري/ تعدو صوب حرارة شوقي التي تضاهي حرارتها).
وقد تخللت الامسية حوارات فاعلة واسئلة مهمة اثارها عدد غير قليل من المثقفين ومنهم القاص حمودي الكناني الذي تحدث عن التجربة النقدية والسرديه للمحتفى به كما أشاد بمنتدى الاسكندرية، أما الشاعر عمران العبيدي، فقد أشار في مداخلته إلى المسيرة التي جمعته بالجنابي منذ ثمانينات القرن الماضي ومشوار تأسيس منتدى الإسكندرية كما أسهم أدباء ومثقفون آخرون بتقديم مداخلات
 أخرى.