حمزة مصطفى
جاء من خارج المؤسسة، تسلل الى البيت الأبيض في غفلة من شروطها، رجل أعمال وملاكم ونجم تلفزيوني اسمه دونالد ترمب. جلس على نفس كرسي جورج واشنطن وإبراهيم لنكولن وجيفرسون وإيزنهاور وجون كندي وريتشارد نيسكون وباراك أوباما، إذا كان (كوفيد- 19) تحولا جينيا في مجموعة الإنفلونزا تسبب بها خفاش في ووهان الصينية، فإن ترمب بدا هو الآخر تحويرا جينيا للشعبوية التي اجتاحت أوروبا والعالم كإحدى نتائج نظام العولمة أو "العالم مسطح" بلغة توماس فريدمان.
بدا خارج كل الحسابات بدءا من حقبة "نهاية التاريخ" التي بشرنا بها فرانسيس فوكاياما، أو من منظومة الأفكار والمفاهيم التي نظّر لها هنتنغتون أو فريد زكريا ومن أمثالهم من تلاميذ المؤسسة. تلك الحقبة كانت أنجبت بيل كلينتون وبوش الابن اللذين كانا سليلي تقاليدها. الناخب الأميركي بالأمس لم يكن كناخب اليوم. تمرد على بطل النظام العالمي الجديد بوش الأب لصالح فتى وسيم (كلينتون) سرعان ما خان زوجته الجميلة (هيلاري) مع متدربة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، التي تحولت عندنا الى سيارة في معارض النهضة والبياع، لم تكن نزوة كلينتون سببا في خسارة عالم المستقبليات ال غور انتخابات عام 2000 بفارق بسيط، كاد كلينتون يفقد منصبه لأنه خالف جزئيا شروط المؤسسة، فلقد بدا للقاضي كينيث ستار أن "بنطلون" كلينتون قد من قبل.
ترمب لايخجل من أي شيء يهاجم خصومه بأقذع الألفاظ، يهدد و"يذبح ويصلخ". على مدى أربع سنوات وضع العالم على حافة المواجهة، نانسي بيلوسي أكبر خصومه حذرت مؤخرا مما عدته جنونا نوويا. في ذروة ما يعقتده انتصارا جاءه الوباء صفح لاعبا به "لعب الخضيري بشط". إنهارت المؤسسة وقتل فلويد وظهرت المليشيات في شوارع نيويورك وواشنطن وصولا الى الليلة الكبيرة التي خرج منها من المولد بلا حمص.
بتحريضه أتباعه الذين انتخبوه باقتحام الكونغرس عشية تثبيت بايدن رئيسا، نهضت المؤسسة على قدميها لتحطم آخر آماله. لم يكن يصدق ما وقع، 74 مليون صوت (مولعبة).
مع ذلك لا لعب خشن مع المؤسسة. الزم حدودك يا رجل هذا الكابيتول. عد الى منتجعك "كش ذبان" إذا شئت، فلم يعد لديك من يكاتبك. وليس " كل مدعبل جوز".