صدر حديثاً كتاب "نساء في غرفة فرجينيا وولف" للدكتورة سعاد العنزي أستاذة النقد الأدبي الحديث بجامعة الكويت عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع بدمشق.
يشكّل الكتاب مقاربة أدبية بين الكاتبة الإنكليزية فرجينيا وولف، والكاتبة اللبنانية مي زيادة، ويكشف الكثير من المشترك بينهما، على مستوى الحياة الشخصية والجهود النقدية النسوية المبكرة، إذ تلتقي مي زيادة بفرجينيا وولف في أكثر من جانب، من أهمها معاناتهما الإنسانية، ورؤاهما النقدية النسوية المبكرة التي لم تجمع في سياق نقدي واحد.
قليلاتٌ هنّ الكاتبات اللواتي كان لهنّ حضور فعلي بارز في مطلع القرن العشرين، ويعود ذلك إلى الهيمنة الذكورية على عوالم الثقافة والفن والنقد والفكر، لكنّ كاتبتين كل منهما في بيئة مختلفة، فيرجينيا وولف في إنكلترا ومي زيادة في القاهرة، نجحتا في اختراق البيئة الذكورية، غير أنه على الصعيد الشخصي كان مصيرهما المأساوي
متشابهاً.
تطرح الباحثة والناقدة الكويتية سعاد العنزي في مؤلفها، مقارنة بين الأديبة فرجينيا وولف والعربية مي زيادة، تساؤلات مهمة من بينها: ما هي نقاط التشابه والاختلاف بينهما؟ ولم تم تجاهل جهودهما في الكتابات النقدية العربية الحديثة بينما يتم تداولهما بشكل شبه يومي بوسائل التواصل الاجتماعي، والثقافة المحكية مع غياب الكتابات النقدية والأكاديمية الحديثة عنهما؟ كيف تأثرت كل منهما بظروف حياتها الأسرية، وبالظروف السوسيو ثقافية في عصرهما، وأثرت في حياتهما الشخصية وتأثرت سيكولوجيتهما وأنتجت أعراض الصدمة على حياتهما، لا سيما في المرحلة الأخيرة من حياتهما؟ وغير ذلك.