أعرف باسم منذ بداية التسعينيات، ذائع الصيت منذ بداياته وكان أكبر من عمره وعياً وثقافة ونضجا مسرحيا، يشبّه أولئك المختلفين في السيرة والفعل.
قدّم تجارب مسرحية “أنيقة” جمالياً برفقة صلاح القصب المسرحي العراقي العظيم، وكان مصدر ثقة للقصب، ثم قدم هو تجارب منفردة اعلنت عن مخرج مسرحي من الطراز الجيد، غادر باسم قهار الوطن مرغماً في منتصف التسعينيات، مثل كل الكائنات الضوئية التي لا تستطيع العيش في ظلمة الحياة
آنذاك.
كان لهروب باسم قصة مختلفة ومثيرة وتحمل “دلالات إنسانية” عميقة كالمسرح، ذهب إلى “معسكر رفحاء” وعاش فيها ومن هذا المعسكر الى
أستراليا.
لم يركن باسم قهار إلى الحياة الهادئة هناك في منفاه الأسترالي، بل واصل مشواره وطوّر من ذاته ومن وعيه ومن أدواته المسرحية ومرّن مخيلته الخصبة بشكل كبير، قدّم عروضاً مسرحية كنا نتناقل أخبارها في أروقة الوزيرية والصالحية في بغداد كمنشور
سري.
استغل وجوده هناك ليطلع على التجارب العظيمة في المسرح ويحاورها بوعيّ وثقافة
عالية.
بعد أن تفوق هناك عاد الى سوريا، تألق فيها باسم قهار بشكل لافت، قدم عروضاً مسرحية شاخصة ومازالت تشكل علامات مسرحية في تاريخ المسرح المعاصر، حتى أصبحت بعض عروضه مكمناً “للتناص” لدى البعض من المخرجين المسرحيين او حتى “الاقتباس”.
لم يهدأ روع باسم قهار وهو الحالم بعالم لا يخلو من دهشة المسرح وأناقته، فاستمر في نشاطه المسرحي محاضراً لورش مسرحية مهمة في بلدان متعددة حتى أصبح فضلا عن كونه رجل مسرح متفردا، أصبح معلم مسرح لعدد كبير من الشبان من خلال ما يقدمه من ورش مبتكرة، وفيها كل ما هو جديد في عالم التمثيل والإخراج والعمل
للمسرح.
توسعت مساحة ظله حتى اصبحت بمساحة وطن، وازداد وعيّه وانتشرت شهرته المسرحية وأيضاً بسبب أعماله التلفزيونية والسينمائية في العالم العربي والتي تعد من أهم التجارب الدرامية والسينمائية لممثل عراقي معاصر بالحضور والإداء والمساحة وحتى في بعض الدول الأجنبية ليكون باسم قهار فنان بقامة
وطن.