البيت الأبيض يستقبل سيده الجديد
قضايا عربية ودولية
2021/01/20
+A
-A
واشنطن: وكالات
أسدل الستار أمس الأربعاء على حقبة ورئاسة دونالد ترامب، لتفتتح أميركا والعالم على مرحلة جديدة للرئيس الـ 46 جو بايدن، حيث تابع العالم من على شاشات الفضائيات إجراءات ومراسم تنصيب بايدن غير التقليدية بالحضور الأمني المكثف في العاصمة واشنطن بنشر 25 ألف عنصر من الحرس الوطني والجيش ومثل هذا العدد من الوكالات الاستخبارية الأميركية، وما ميز مراسم تسلم سيد البيت الأبيض الجديد مهام منصبه؛ هو مغادرة سلفه ترامب واشنطن وتجاهله الأعراف البروتوكولية وعدم حضوره مراسم التنصيب.
ومن المقرر أن يستأنف الرئيس برنامجه في المساء، ففي الساعة 8.48 صباحاً بتوقيت واشنطن (4.48 مساء الأربعاء بتوقيت بغداد) سيحضر مع السيدة الأولى جيل بايدن ونائبته وزوجها برنامج “الاحتفال بأميركا”، وسيتحدث الرئيس وزوجته مجددا، بعدها يظهر الرئيس والسيدة الأولى بساعة في شرفة الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض.
في المقابل، غادر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب والسيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب إلى مقره الجديد في فلوريدا، في الساعة الثامنة صباحا بتوقيت واشنطن (الرابعة مساء بتوقيت بغداد)، قبيل وصول الرئيس الجديد، في خرق للأعراف والبروتوكول الأميركي بعدم حضوره حفل تنصيب خلفه بايدن.
يأتي ذلك بعد أن أشاد ترامب في خطاب وداعي نشر مساء أمس الأول الثلاثاء، بما حققه خلال ولايته وتمنى التوفيق للإدارة الجديدة للرئيس المنتخب، ولكن من دون الاعتراف بخليفته بالاسم.
ورفض الجمهوري ترامب الإقرار الكامل بهزيمته أمام الديمقراطي بايدن الذي فاز بانتخابات الثالث من تشرين الثاني بأغلبية 306 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 232 صوتا لترامب.
وقال ترامب في تصريحات مسجلة ودع فيها الأميركيين: “ نستقبل هذا الأسبوع إدارة جديدة ونصلي من أجل نجاحها في الحفاظ على أميركا آمنة ومزدهرة. نتقدم بأطيب التمنيات ونرغب في أن يحالفها الحظ “.
وأضاف، “بينما أستعد لتسليم السلطة إلى إدارة جديدة، أريدكم أن تعلموا أن الحركة التي بدأناها لا تزال في مستهلها”، وأضاف “الخطر الأكبر الذي نواجهه هو فقدان الثقة في أنفسنا وفقدان الثقة في عظمتنا الوطنية، لا يمكن لأمة أن تزدهر طويلا وتفقد الإيمان بقيمها وتاريخها وأبطالها فهذه هي مصادر وحدتنا وحيويتنا، يجب أن نكون دائما أرض رجاء ونور ومجد لكل العالم”.
وذكر ترامب: “لم تكن أجندتنا تتعلق باليمين أو اليسار، ولم تكن تتعلق بجمهوري أو ديمقراطي. بل كانت تتعلق بصالح الأمة بأكملها”، وخلال الكلمة وجه الرئيس المنتهية ولايته الشكر إلى نائبه مايك بنس واسرته بالكامل، كما شكر السيدة الأولى ميلانيا ترامب وفريق عمله وخص بالذكر ابنته إيفانكا
وزوجها جاريد كوشنر.
وعدد ترامب الإنجازات التي تحققت بفضل إدارته قائلا: “استعدنا القوة الأميركية في الداخل والقيادة الأميركية في الخارج وبنينا أعظم اقتصاد في تاريخ العالم كما أعدنا تنشيط تحالفاتنا وحشدنا دول العالم للوقوف في وجه الصين كما لم يحدث من قبل”.
وأضاف “نتيجة لدبلوماسيتنا الجريئة والواقعية حققنا سلسلة من اتفاقيات السلام التاريخية في الشرق الأوسط”، معرباً عن فخره بأنه كان “أول رئيس منذ عقود لم يخض أي حروب جديدة”.
وعن الصين، قال ترامب: “قبل أن نوقع الاتفاق الجديد مع بكين ضربنا (فيروس الصين)”، وبشأن حلف شمال الأطلسي، ذكر، “دول الناتو تدفع عشرات مليارات الدولارات مقارنة بما كانت دفعه عندما وصلت”، وقال ترامب: إن “جميع الأميركيين أصيبوا بالذعر من الهجوم على مبنى الكابيتول، في عنف سياسي لا يمكن التغاضي عنه، مثّل هجوما على كل ما يعتز به الأميركيون”.
وقبيل مغادرته، عفا ترامب عن المستشار السابق للبيت الأبيض ستيف بانون، ضمن قرارات عفو وتخفيف للأحكام أصدرها في الساعات الأخيرة له في السلطة، لكن القرارات لا تشمل الرئيس المنتهية ولايته ولا أفراد أسرته ولا محاميه رودي جولياني.
وفي إطار ما يربو على 140 قراراً بالعفو أو تخفيف الأحكام، أصدر ترامب قراراً بالعفو عن إليوت برويدي الذي كان في السابق أحد أبرز جامعي التبرعات له، وأقر العام الماضي بمخالفة قوانين الضغط الأجنبي، وعفا ترامب أيضاً عن رئيس بلدية ديترويت السابق كوامي كيلباتريك، الذي يقضي عقوبة السجن لمدة 28 عاما لاتهامات بالفساد.
ويبدو أن العمل السياسي راق لدونالد ترامب، لدرجة أنه يتشبث به حتى بعد خسارته انتخابات الرئاسة الأميركية ومغادرته البيت الأبيض، وحسب تقارير صحفية أميركية، فإن ترامب، الملياردير الذي عمل لعقود في مجال العقارات، لن يبتعد كثيرا عن السياسة.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن أن ترامب يستعد لتشكيل حزب سياسي جديد في أعقاب خروجه من البيت الأبيض، بعد خلافات مع قادة حزبه الجمهوري، وقال المصدر: إن ترامب “تحدث في الأيام الأخيرة من ولايته مع مساعديه ومقربين منه، بشأن تشكيل حزب سياسي جديد، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، في محاولة لممارسة نفوذ مستمر بعد خسارته الرئاسة”، وأوضحت الصحيفة أن ترامب ينوي تسمية وليده السياسي الجديد بـ”حزب باتريوت”.
وتأتي تلك الخطوة على خلفية شقاقات في الحزب الجمهوري على ما يبدو، في أعقاب أحداث 6 كانون الثاني عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونغرس، بواقعة هزت صورة الولايات المتحدة كأكبر ديمقراطية في العالم.
ودخل ترامب في أيامه الأخيرة كرئيس، في عداوة مع العديد من قادة الحزب الجمهوري، بما في ذلك زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذين انتقدوا أحداث الكونغرس.
وأمس الأول الثلاثاء، قال ماكونيل: إن “الرئيس المنتهية ولايته يستحق اللوم لإثارة أعمال الشغب القاتلة في مبنى الكابيتول”، التي راح ضحيتها 5 أشخاص وأصيب المئات.
لكن في المقابل، تظهر استطلاعات الرأي أن ترامب يحافظ على دعم قوي بين ناخبي الحزب الجمهوري، إلا أن تشكيل حزب جديد يتطلب استثمارا كبيرا في الوقت والموارد، ومن جهة أخرى، قد تصطدم رغبة ترامب بغضب مسؤولي الحزب الجمهوري، حيث من المتوقع أن يسحب معه عدداً لا بأس به من المؤيدين.
إلى ذلك، سلطت وسائل الإعلام الأميركية الضوء على جميع تفاصيل حياة نائبة بايدن “التاريخية” كامالا هاريس، التي تعد أول سيدة تنال منصب نائب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة، وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية :إن هاريس اختارت عقد اللؤلؤ، كعلامة أناقة تميزها عن غيرها.
وتقول الصحيفة: إن هاريس (56 عاما) واظبت على ارتداء عقود اللؤلؤ على رقبتها منذ تخرجها في جامعة هوارد في واشنطن، في ثمانينيات القرن الماضي، ورافقت اللآلئ أول نائبة رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، في محطات عديدة بحياتها السياسية، مثل أداء اليمين في الكونغرس الأميركي، واستجواب المرشح للمحكمة العليا بريت كافانو.